الأربعاء 18 ديسمبر 2024

رواية حلمي المستحيل بقلم هدير دودو من الفصل الأول إلى الرابع

انت في الصفحة 7 من 10 صفحات

موقع أيام نيوز

لم يكن قاسې لكن تجنبه لها هو اكثر شئ ېجرحها يشعرها برفضه اليها و عدم تقبله لها في حياته.
_التجاهل في المشاعر من اصعب الاشياء على الاطلاق_
هو يتاجهلها يشعرها أنها بلا قيمة ذلك أصبح أسوأ شعور نسبة لها.
لم ترد عليه فضلت الصمت على الرغم أن هذا ليس من طبيعتها إلا انه أفضل حل اليها الآن تحديدا اكتفت بإيماءة بسيطة من رأسها إلى الأمام و بدأت تتناول طعامها دون شهية كالسابق بينما لاحظ هو صمتها على عكس ثرثرتها الدائمة التي اعتاد عليها في الايام السابقة اعتاد على مرحها و لهوها مع طفلته كأنهما بنفس ذات العمر يعلم ايضا بحب و تعلق طفلته بها بتلك السرعة التي لا تدل سوى على حنيتهاو طيبتها عليها أنهي طعامه و جاء ليعود إلى غرفته لكنها تنحنحت قائلة له بخفوت و صوت جاهدت أن تخرجه من فمها هامسة بإسمه و هي تشعر بقلبها الذي سيهرب تاركا إياها داخل حياتها المضطربة بمفردها
يحيي..!!
الټفت اليها مرة أخرى و قد صوب بصره نحوها يطالعها باهتمام و هو يأومأ لها برأسه مشجع إياها على مواصلة حديثها التي كانت ستتوفهه خاصة بعد أن رأي تراجعها في الحديث معه بينما كانت فعلته البسيطة المتوقعة كافية أن تزيد من ارتباكها و قد شعرت أن الكلمات فرت هاربة منها نست كل ما كانت سوف تتفوهه عندما لاحظ هو أن صمتها قد طال سألها بإهتمام و هو يعقد حاجبيه ببعض من الاستغراب 
في ايه يا مريم
أغمضت كلتا عينيها تعتصرهم لتتذكر ما كانت سوف تقوله تشعر أن رؤيته وحدها تسلبها عقلها تماما تشعرها أنها طفلة تريد أن تتعلم الحديث على يديه حاولت أن تجمع شتات ذاتها و فكرها لتخبره عما كانت ستقوله و ستطلبه منه حتى نجحت بالفعل و أخيرا قد صدح صوتها قائلة له بتوتر 
ا.. اصل..اه خلاص المدرسة كمان أسبوعين و هتفتح و دى اول سنة ل جميلة فيها و كدة زي ما أنت عارف فعاوزاك بكرة لو فاضي يعني ننزل أنا و أنت و هي نشترى ليها مستلزمات و طلبات المدرسة. احتلت إبتسامة واسعة تزين ثغره و هو يرى اهتمامها بأبنته كأنها إبنتها يعشق حنانها عليها المبالغ فيه فإذا كانت ديما مازالت على قيد الحياة لا يشعر انها ستهتم بها تلك الإهتمام هو يعلمها جيد ا قطع شروده مع ذاته صوتها و هي تتابع حديثها هي بثرثرة كعادتها 
يعني لو مش فاضي بكرة و لا حاجة شوف المعاد اللي يناسبك و لو مش فاضي خالص هاخدها أنا و فاطمة اختي و ننزل عادى فاطمة كدة كدة فاضية و أنا كمان فاضيه.
رمقها بنظرة اخرستها على الفور وقفت و أخيرا عن ثرثرتها التي ليس لها أي معنى رد عليها قائلا لها بإستنكار و هو يشير بسبابته نحو ذاته 
أنت سمعت أنا قولت إيه لسة و لا هو أي كلام و خلاص.
واصل حديثه بجدية
_ هبقي اخدك أنت و هي و ننزل.
ضمت شفتيها معا إلى الأمام بتذمر لكنها تمتمت تسأل إياه
ايوة اليوم دة امتة بالظبط
طالعها بحدة كي تصمت بالفعل فهمت هي معنى نظراته جيدا طاطأت رأسها أرضا بينما اردف هو قائلا لها بسخرية 
اه صح نسيت أصل الهانم جدول مواعيدها مليان فلازم نبلغها الاول عشان تظبطه.
تنهدت بصوت مسموع في محاولة منها أن تكبت غيظها منه بسبب حديثه الساخر هذا ظلت تطالعه بغيظ فشلت أن تخفيه قبل أن تردف قائلة له بسخرية و تهكم و هي ترى استخفافه الواضح بها 
ايوة فعلا جدول مواعيدي مليان عقبال ما جدولك يتملى زيي.
قالت جملتها و هي تطالعه بإنتصار تاركة إياه يقف في موضعه يقسم أنها طفلة حقا افعالها مظهرها اقوالها كل شئ تفعله كالاطفال يشعر انها لا فرق بينها و بين طفلته لكنه يعشقها كما هي و تغلغل داخل قلبه.
بعد مرور يومين 
كانت مريم جالسة بصحبة جميلة في بهو المنزل اللتان كانتا يشعران بالملل الشديد حيث أنهم كانوا لم يفعلوا شئ كانت مريم جالسة على الأريكة و جميلة تضع رأسها فوق ساقيها و تلعب مريم بيديها في خصلات شعرها الناعم بلا هدف زفرت باحباط قائلة
ل جميلة بملل و هي تضم شفتيها إلى الأمام كعادتها الدائمة  
اوف بقا يا جوجو ما تشوفي حاجة نعملها بدل ما احنا قاعدين قعدة الستات المتطلقة دى.

ضحكت جميلة قبل أن تعدل في جلستها و نظرت لها تسأل إياها بحماس 
طب هنعمل ايه قولي أنت يلا يا ماما.
وضعت مريم يديها على رأسها بتفكير قبل أن تصرخ قائلة لها بحماس و فرحة و هي تجذب جميلة من يدها تجبر إياها على النهوض
ل ينهضا سويا 
تعالي نرقص يلا.
صغقت جميلة بيديها بفرحة توافق إياها على تلك الفكرة بفرحة طفولية و هي لا تفهم ماذا ستفعل لكنها وافقت على فكرة مريم اثر لطفولتها
ماشي يلا يا ماما يلا.
هبت مريم سريعا  واقفة من فوق الأريكة بفرحة لأول مرة تشعر أنها قد وجدت احد يشاركها في تفاصيلها الچنونية التي تعشق فعلها دائما تشعر بالوحدة لم يكن لديها أصدقاء متعددة ليشاركوها كانت فقط ديما التي كانت ترى أن تلك الأفعال ليس لديها معني انطلقت مسرعة نحو غرفتها و جلبت جهاز سماعات صغير ملتقطة هاتفها و قامت بإختيار اغنية صاخبة تحبها و عقدت وشاح حول خصرها سرعان ما صدح الصوت العالي المبعث من الجهاز
بدأت مريم تتمايل و ترقص ببراعة على الاغنية تهمهم ببعض من الكلمات الاغنية
حبيبتي افتحي شباكك انا جيت أنا واقف تحت البيت..وحشتيني ..بتلفي و تدوري عليا ليه مش عاوزة تحنيلي طب بصي يا بنت الايه مش هحلك.... قولتلك بهوايا لو مش جاية معايا..
كانت جميلة تنظر لها بفرحة حيث أنها لم تشعر بهذا الجو من قبل كانت تقلد إياها في جميع حركاتها و هي تصفق أيضا. 
في تلك الاثناء
دلف يحيي بصحبه سارة و أمل ظل واقفا يتأمل مريم في كل حركة تفعلها ارتسمت لا اراديا ابتسامة يسيطة تعلو ثغره و قد شعر أنه نسي كل شئ حوله وقفت سارة تنظر اليه بعيون تملأها الحقد خاصة عندما رأت تأمله الواضح بها انتبه يحيي سريعا الى الوضع و اتجه يغلق تلك الاغاني الصاخبة.
تأفأفت مريم بضيق عندما أغلقت الأغاني نظرت خلفها لترى من الذي اغلقها تفاجأت بهم يتطلعوا جميعا نحوها قبل أن تتحدثؤ كانت سارة تحدثت هي بسخرية و غيظ حاولت أن تخفيه 
الله الله يا ست مريم دة اللي بتعلميه ل جميلة بس هقول إيه ماةهي مش بنتك عشان كدة مش مهتمة بيها احنا إللي غلطنا أننا سبناها معاكي و وثقنا فيكي زي ما يحيي قالنا إنك محل ثقة و أنت اثبتي كدة فعلا.
تابعت حديثها بكره و حقد اكبرو أبدي من السابق _بدل ما تفهميها حاجة كويسة بتعلميها ترقص. 
فكت مريم الوشاح التي كانت تعقده فوق خصرها لترقص و أطاحت به على الأريكة بغيظ و ڠضب

انت في الصفحة 7 من 10 صفحات