رواية حلمي المستحيل بقلم هدير دودو من الفصل الأول إلى الرابع
عليكم و بتحب جميلة و واخدة بالها منها و لو سمحت اتكلموا عنها بإحترام مريم دلوقتي مراتي.
أضاف جملته الأخيرة بنبرة صارمة حادة قبل أن يوجه بصره نحو مريم التي كانت مازالت واقفة في مكانها لم تتحرك و مازال هيئتها شاحبة كما كانت تمنى لو أنه يقترب منها يضم اياها يغدقها بحنانه و حبه لها لا يعلن كيف استطاع السيطرة على مشاعره و غمغم قائلا لها بنبرة جادة يتخللها الحنو
ربت علي كتفها برفق يشجع اياها أن تذهب لتفعل ما أردف به.
لم ترد عليه بل اكتفت بهز رأسها إلى الأمام ببطء و ذهبت بالفعل متجهة الى غرفة جميلة كي تقوم بإيقاظها و هي تتمنى ان تخرج لهما و تطردهم إلي الخارج لولا خۏفها من رد فعل يحيي لكانت فعلتها تشعر بنوبة من الحزن و الضيق تنتاب قلبها عقلها مشاعرها مازال حديث سارة يرن داخل اذنها تشعر بالاھانة و الضعف تشعر بالهزيمة امامها لذلك قد اڼفجرت فجأة في دوامة من البكاء المريرة اخذت تحاول أن تهدأ من ذاتها و تكتم صوت شهقاتها كي لا يسمعه احد من الخارج حتر اقتربت منها جميلة التي اخذت ترتب على كتفها بحنان و هتفت قائلة لها ببراءة و صوت طفولي يملؤه الكثير من الحنان الذي كانت تحتاجه مريم في ذلك الحين
احتضنتها مريم بحنان و حب و قامت بډفن رأسها في عنقها فهي بالفعل تحتاج إلى أحد تبكي داخل حضنه لن يهمها إذا كان كبيرا أم صغيرا تشعر أن تلك الطفلة هي عوض الله لها قد جلبها في حياتها كي تعوضها عن أشياء كثيرة عانتها في حياتها تتمنى أن تبوح بما في قلبها
مسحت دموعها بظهر يديها و تمتمت الجميلة بحنان
يلا يا حبيبتي عشان تيتة قاعدة برة و معاها خالتو عاوزين يشوفوكي.
ما أن أنهت حديثها حتى وجدت ملامح جميلة قد تحولت الى الضيق و العبوس و غمغمت لها بذكاء طفولي بعد أن خلطت الامور ببعضها
كانت تتطلع نحوها بعيون تملأها الفرحة والأمل بينما قد كان حديثها يعطي مريم طاقة و حماس أكثر شعرت أنها مسؤولة بالفعل عن جميلة و قررت بألا تسمح لأي شخص أن بزعجها على الاطلاق ستجلب لها دائما حقها منهم جميعا و كإن حديث تلك الطفلة كالدواء الذي يربت فوق قلبها و يعالج چروحه و حزنه فاقت من شرودها على صوت يحيي الذي كان يقف على باب الغرفة يتطلع نحوها قبل أن يغمغم باستنكار
يلا تعالي يا جوجو نخرج
مد يده إلي ابنته و اخذها معه و سار بها نحو الخارج و هو ينظر لها بحب و حنان نظرات دافئة يبث ابنته بها أغمضت مريم عينيها متمنية أن تكن هي مكان ابنته و ينظر لها تلك النظرات كم يبدو لطيفا عندما يتعامل مع ابنته تشعر بالحرمان من حبه تمنت لو أنها تخرج قلبها بحبه من حياتها لكنها ضعيفة عن فعل ذلك تشعر أن حبه كاللعڼة التي ستظل تلازمها طوال حياتها لم تنتهي سوي بمۏتها تتمنى أن تحول تلك اللعڼة إلي حياة وردية جميلة دافئة وجه بصره نحو مريم مرة أخرى بعدما قد وصل إلى باب الغرفة قائلا لها بجدية و صرامة
لم ترد عليه بل فضلت أن تصمت في ذلك الحين تعلم انه لا يحبها لكنه أيضا ليس من حقه أن يتعامل معها بتلك الطريقة ټلعن قلبها ألف مرة على أن حبه كانت تتمنى أن تكرهه و تخرح حبه من قلبها لكن دائما تفشل أن تفعل تلك الفكرة التي تراودها دائما فقد كان كل يوم حبه يزداد لها يوما عن يوم اتجهت إلى المطبخ و بدأت تعد لهم عصير و هي تشعر بعدم الرضا قدمته لهم ثم توجهت و جلست بجانب يحيي و ظلت هي و سارة ينظرون لبعضهما پغضب كره وتوعد كانت مريم تتمنى أن تنقض عليها و تضربها في ذلك الوقت لكن قامت سارة بقطع أفكارها و هي تردف موجهة حديثها إلى يحيي قائلة له بتحدي و خبث خفي علمته مريم جيدا
احنا عاوزين نقعد مع جميلة لوحدنا و نفهم منها كم حاجة اظن دة حقنا يا يحيي معلش.
اوما لها يحيي براسه إلى الأمام بموافقة و تفهم ثم نهض من على كرسيه و هو يقبض فوق زراع مريم بخفة يجبرها على النهوض لتتركهم بمفردهم فهي كانت رافضوطة أن تنهضؤ و تتركهم يجلسون مع جميلة بمفردهما قام يحيي بالضغط فوق زراعتها بقوة و هو يحدقها بنظرات صارمة توضح مدي نفاذ صبره لكنها لم تستطع أن تفسر تلك النظرات لأنه دائما يحدقها بها توجه بها نحو الشرفة يجلسون فيها معا شعرت مريم حينها بالعديد من المشاعر بالمختلطة ت اجمل عقلهاالفرحة و السعادة التي جعلت قلبها يرفرف بالحب ما ان لمس يديها فكرة انها الان جالسة معه بمفردها تسلبها عقلها و فكرها تتمنى أن تظل معه طوال حياتها لكنها تذكرت فجأة حديث جميلة عندما أخبرتها بأن سارة و والدتها دائما يزعجونها شعرت بالخۏف عليها لذلك هتفت قائلة له بهدوء
هو ينفع نطلع نقعد معاهم برة عشان جميلة .
اقترب هو منها أكثر قاطعا المسافة التي كانت بينهما حيث أصبح يلتصق بها صارت انفاسه تلفح وجهها لأول مرة يرى بعد فترة طويلة يدقق النظر في وجههاو ملامحه عن قرب لأول مرة يلتفت الى شكلها كم تبدو طفلة ببشرتها البيضاء شعرها الطويل بلونه العسلي الذي يتلاءم مع بشرتهاشفايفها الوردية التي تمنى ان يخطفهم في قبلة حانية يعبر لها بها عن مشاعره رائحتها التي خطفته منذ أن وصلت الى أنفه ما ان رآها عينيها الرماديتان اللتان يعشقهما بينما توترت هي بشدة من قربه لها بهذا الشكل حاولت تتصنع الجمود و تسيطر على مشاعرها و تفكيرها الذي يقول لها الان ان تلقي بنفسها داخل حضنه لكنه سرعان ما خرج من دوامة تفكيره و شروده و هتف قائلا لها بحزم شديد لا يقبل النقاش
عاوزة تقعدي برة ليه هما عاوزين يقعدوا مع جميلة لوحدهم و دول بالذات يا مريم تحترميهم و تعامليهم