رواية حلمي المستحيل بقلم هدير دودو من الفصل الأول إلى الرابع
الجملة هي اكثر جملة تحزنها و تكسر قلبها.
فاقت من شرودها مع ذاتها و ذكرياتها الحزينة على صوت جميلة الناعس تقول لها هي تفرك في عينيها
ماما انا عاوزة انام هتفضلي قاعدة كدة نظرت لها و رأت الدموع في عينيها لذلك قامت بإحتضانها بحنان قائلة لها ببراءة و صوت طفولي
خلاص يا ماما ممكن متعيطيش و قوليلي مين مزعلك و انا هضربهولك.
استيقظت مبكرا في الصباح وجدته يجلس على الأريكة في بهو المنزل و أمامه فنجان من القهوة خاص به أخذت تستنشق رائحة القهوة باستمتاع و نهم فهي أيضا تعشقها توجهت نحو المطبخ و قامت بإعداد فنجان من القهوة لها و ظلت تستنشق رائحته تذكرها برائحته هو تشعر أنه يشبه القهوة بالفعل على الرغم من أنها ذات لون بني لست جذاب إلا أنها تعشقه مثله تماما هو أيضا يعاملها بقسۏة و حدة لكن قلبها متعلق به و تعشقه ولجت جميلة المطبخ خلفها فهي قد استيقظت منذ أن نهضت مريم من جانبها على الفراش أعدت لها مريم كوب من اللبن و اخذتها و خرجت من المطبخ جلسا سويا فوق المقعد الذي بجانبه جلست تشربها اللبن بنفسها بعد ان انتهت بدأت تشرب هي القهوة بنهم و استمتاع هتفت جميلة قائلة لها بطفولة و هي تضم كلتا شفتيها إلى الأمام
نظرت لها بعينيها برجاء ابتسمت مريم في وجهها و اعطتها رشفة من القهوة كان هو يتابعهم بطرف عينيه كعادته لكنه نهض فجاءة قائلا لمريم بعصبية
و حدة
انت هبلة القهوة غلط عليها دي طفلة قدري تعبت هستفاد ايه منك مش هتعرفي تتعاملي معاها قوليلي.
قال جملته و دلف إلى غرفته تاركا اياها تستشيط ڠضبا و حزنا أثر حديثه.
انت على طول بتزعق و خلاص مين قالك إن أنا مش هعرف اتعامل معاها حبة القهوة الصغيرين دول مش هيعملوا حاجة و لا هو انت بتدور على اي حاجة تزعقلي فيها و خلاص.
لم يرد عليها بل ظل ينظر الى الاوراق التي كانت امامه متجاهلا اياها نهائيا كأنها شئ شفاف لا يرى لتزداد هي من غيظها اكثر و اكثر متجهة نحو باب الغرفة كى تخرج منه و هي تزفر بضيق عدة مرات تقسم أنه سيقتلها ببروده معها غلقت الباب خلفها بقوة تفرغ ڠضبها فيه ما أن خرجت هي حتى ابتسم هو على فعلتها تلك يقسم أنه يعشق تصرفاتها.
كانت مريم جالسة تشعر بملل خاصة بعد ذهاب جميلة الى النوم استمعت الى صوت دق على الباب لذلك توجهت نحو الباب تفتح إياه لكنها ما أن رأت من يدق الباب تسمرت في موضعها عندما رأت آخر شخص تتمنى أن تراه في ذلك الوقت تحديدا سارة شقيقة ديما بصحبة امل والدتها تعلم أن الإثنين لم يطيقونها كما هي أيضا طالعتهم بتوجس تعلم أنهم لن يمروا اليوم على خير قامت سارة بازاحتها بيديها الى خلف و دخلت هي ووالدتها دون ان ينتظروا منها اي رد فعل كأنها شئ نكرة لا يرى زفرت مريم بضيق و ڠضب في محاولة منها كي تهدأ من ذروة ڠضبها المشټعلة بدلا من أن ټنفجر بهما و أخيرا قد قطع هذا الصمت على صوت سارة التي أردفت قائلة لها بحدة و صوت عال و هي تطالعها بنظرات محتقرة في دلالة على التقليل منها و عدم احترامها
_ ادخلي اندهي على بنت اختي حبيبتي
لتتابع بغل و حفظ تعجز عن إخفاءه
_ و جوز اختي كمان .
كانت تطالعها بغيرة و كره حتى الآن لم تستطع أن تصدق ما حدث تتمنى أن تتزوج هي من يحيي لكنه الآن قد صدمها تزوج منها هي بعد شقيقتها تلك الانسانة الباردة التي تعتبرها من ألد أعدائها لذلك قررت ألا تترك فرصة دون أن تهينها.
في ايه براحة وطى صوتك دة و انت بتتكلمى معايا بعدين المفروض تتكلمى بطريقة احسن من دى و متنسيش انك في بيتي المفروض على الاقل تحترميني دة لو بتفهمي.
شهقت لها سارة بطريقة مقززة و صوت عالي قائلة لها بوقاحة و استفزاز و هي تتمنى في ذلك الوقت أن تجذبها من شعرها
بيت مين يا عنيا لا يا حبيبتي متنسيش نفسك و تعيشي الدور كتير عشان مقلش منك.
أنهت حديثها و هي تدفعها بخفة إلى الخلف.
تنهدت مريم بضيق و هي تقسم أنها الآن على وشك الانفجار بها و تلقينها درسا لن تنساه طوال حياتها لذلك أردفت ترد عليها بشراسة
تقلي من م..
رفعت سارة بصرها نحو الحائط و ابتسمت بخبث عندما وقع بصرها فوق صورة زفاف شقيقتها و يحيي التي مازالت كما هي قطعت حديث مريم و هي تقترب من اذنها قائلة لها بصوت هامس يملؤه الفرح و الشماتة ثغرها يعلوه ابتسامة ساخرة
امم دة لسة صورة فرح يحيي و ديما مكانها غريبة مش قولتي أنه بيتك المفروض تمحي الذكريات بتاعت حب يحيي القديم عشان تملي أنت عين صاحب البيت اللي المفروض أنه جوزك.
ابتعدت عنها ما أن أنهت حديثها و ظلت تضحك بصوت مرتفع و هي تتطلع نحو هيئة مريم الدالة على هزيمتها و إنتصار سارة في ذلك الوقت.
خرج يحيي من غرفته و قطب حاجبيه بدهشة ما أن رأي هيئة مريم الواقفة أمامهم فقد كان منظرها لا يرثى عليه وجهها شاحب و قد فرت الډماء هاربة منه كانت تقاوم بأقصي جهد لديها كي لا ټنهار امامهم و تظهر ضعفها كان حديث سارة مازال يتردد داخل ذهنها يجلدها من قسوته كان يخترق قلبها و يدمره إلي أشلاء قلب.
فاقت على صوت أمل التي كانت تحدث يحيي بهدوء و خبث ذات صوت مغزي و هي تتطلع ببصرها نحو مريم
هي مش هتجيب لنا جميلة بنت بنتي اشوفها و لا ايه يا يحيي
_ لو كدة يبقي ناخدها عندنا احسن سارة حبيبتي هتهتم بيها بدل ما نخلي واحدة غريبة تتعمل علينا.
عقد يحيي ما بين حاجبيه بعدم فهم ليردف قائلا لها بتساؤل لم تخلو نبرته من الاستنكار ايضا
ايه اللي بتقوليه دة مريم استحالة تتعمل