الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية حلمي المستحيل بقلم هدير دودو من الفصل الأول إلى الرابع

انت في الصفحة 2 من 10 صفحات

موقع أيام نيوز

صغيرة للغاية 
مالك يا حبيبتي مين قالك اني مش قادرة و حتى لو مش قادرة هقوم و اعملك يا جميلة يا حبيبتي.
أنهت حديثها و هي تداعب كلتا وجنتيها برفق.
ابتسمت جميلة بفرحة طفولية و نهضت تقف فوق الفراش و هي تصيح قائلة بصوت عال برئ كانها قد وجدت كنزا 
هييه هييه لقيت ماما جديدة ماما حلوة هيه 
أمسكت بيدي مريم التي كانت تتابع ما يحدث بفرحة أكملت جميلة حديثها بحماس و حب
انت من انهاردة ماما ماشي و لا هتزعلى و مش هترضي تبقي ماما ليا كل صحباتي في النادي عندهم ماما انا قولت لا اكيد هتيجيلي ماما تكون حلوة و جميلة زيك كدة هغيظهم بيكى عشان محدش يفتكر ان انا مش عندي.
ابتسمت مريم بفرحة و قد أشرق وجهها أثر ابتسامتها الصادقة الحقيقية النابعة من صميم قلبها الذي يتراقص الآن بفرحة و هي تشعر أن كلام تلك الطفلة قد محي أثر حزنها من يحيي و حديثه القاسې الذي غرز في قلبها كالخڼجر الذي يقطعه أردفت قائلة لها بحب و حماس تشارك إياها في أفكارها و حماسها و هي تشعر بفرحة جميلة 
ايوة غيظيهم و كمان هوديكى كل يوم أنا المدرسة و النادي بنفسى و اجيبك كمان هو بس اول كم يوم عشان مش هينفع بعد كدة هنعمل كل اللي عاوزينه مع بعض و اخدك و نخرج تعالى يلا ندخل المطبخ ناكل.
كانت جميلة تستمع الى حديثها بفرحة و سعادة و هي تصفق بكلتا يديها.
خرجت مريم من الغرفة و هي تمسك بيد تلك الصغيرة متجهة نحو المطبخ لكن استوقفها بعض الطعام الموضوع على مائدة الطعام بطريقة جذابة حيث كان من المفترض أن تأكله هي و يحيي ألقت ببصرها نظرة حزينة عليه تعبر في تلك النظرة عن مدى حزن و انكسار قلبها لكن سرعان ما صدر عنها تنهيدة حارة حاړقة تحاول بها على تجديد طاقتها و منع ذاتها من البكاء توجهت بها نحو المائدة و وضعها فوق ساقيها بحب لتبدأ بتطعيمهاو تتناول معها هي الأخرى.
كان في ذلك الوقت يقف يحيي يتابعهم من بعيد بصمت يتابع كل حركة تفعلها مريم لأبنته يتابع هيئتها بتلك المنامة المنزلية التي كانت ترتديها يتابع أدق تفاصيلها بأعين تلتمع بالفرحة و العشق الذي ينبض في قلبه لم ينكر أيضا أنه قد شعر ببعض من الراحة عندما رأي ابتسامتها و مزاحها مع ابنته تمنى لو أنه يقترب منها و يضمها داخل حضنه لكن حتى الآن يوجد حاجز يمنعهؤ يجعله يقسي عليها اعتلى ثغره ابتسامة جذابة ما أن وضع بصره فوق شعرها الذي يعشقه منذ زمن و هو لم يراه كان يتمنى لو أنه يمتلك الشجاعة و يتوجه نحوهم يجلس معهم لكنه يعجز عن فعل ذلك فذلك الحاجز قد انتصر على قلبه المحول الى شتات قلب. 
_ في بعض الأحيان قد يتحول القلب إلى آلة تنبض دون مشاعر_ 
فمشاعره بأكملها ملك شخصا واحدا لم يستطع أن يعطيها لغيرها. 
هو قد خرج من غرفته منذ أن استمع الي صياح ابنته يخشي عليها أن يكون قد اصابها شي لكنه دهش عندما سمع حديث ابنته لا يصدق أن جميلة قد أحياها بتلك السرعة لم تحبها فقط بل لقبتها بأمها قبض فوق قبضة يده بقوة و هو يغمغم لذاته بسخرية من تفكيره 
إيه الذكاء دة طبعا لازم تحبها هي مش شاطرة في حاجة غير بخطڤ القلوب ازاي جميلة مش هتحبها. 
لتتحول نبرته في ذاته من السخرية إلى الڠضب 
_اكيد طبعا تحبب الناس فيها و بعد كدة عادي ملهاش دعوة. 
كات سوف يعود إلى غرفته مرة اخرى لكن شئ بداخله قد منعه جذبه أن يتراجع في قراره و وقف يتابعهم و يستمع الى حديثهم سويا في ذلك الحين أردفت جميلة تسأل مريم التي قد انتهت من طعامها و تطعمها هي فقط 
ماما هو انت عندك كم سنة
لتتابع بتوضيح طفولي برئ أثر تفكيرها 
_ أصل الأمهات و الناس اللي بيتجوزوا بيكونوا كبار ف أنت كبيرة بس اللي يشوفك يقول صغنونة انت بقا كبيرة و لا صغنونة
ضحكت مريم بصوتها كله ضحكتها كانت هادئة رقيقة جذابة جذبته إليها لم يرى ديما تضحك بتلك الطريقة من قبل لكنه سرعان ما نفض تلك الافكار سريعا من عقله ليستمع إليها و هي تجيب ابنته قائلة لها بحنان مخالط بالمرح و هي تضع بعض الخصلات المتمردة من شعرها خلف اذنها 
اممم بصي يا حبيبتي أنا الاتنين أنا كبيرة و صغنونة برضو عادى جدا يعني لو عاوزة تلعبي و تتنططي و نجري ف أنا صغيرةو قدك لو عاوزة حاجة ناكل نشرب ننام نروح مشوار مهم ف أنا كبيرة و فاهمة.
_ فهمتي يا قلبي 
أردفت جملتها الأخيرة بنبرة متسائلة بحنو.
ضمت جميلة كلتا شفتيها إلى الأمام بعدم فهم و حيرة تمتمت قائلة لها بطريقة مباشرة 
ماما انت عندك كم سنة عشان انا مش فهمت كل اللي بتقوليه دة.
ابتسمت مريم لها و قد داعبت وجنتيها برفق قبل أن ترد عليها مباشرة قائلة لها بهدوء
اممم عندى يا ستي خمسة و عشرين سنة.
اعتدلت جميلة داخل أحضانها قائلة لها بحب و طفولة و هي تبدأ بالعد على اصابعها
و بابا عنده تلاتين سنة يبقي نعد كدة بدأت تعد على اصابعها ما ان انتهت حتى هتفت قائلة لها بطفولة و استنكار طفولي
ما هم خمس سنين بس مش كتير بابا بقا كان بيقول عليكي انك طفلة و صغنونة ليه
احتقن وجه مريم بشدة فبعد كل هذا و مازال يراها طفلة لكن مهلا فهي الفرق بينها و بين ديما _رحمها الله_ لم يكن سوى ثلاث سنوات فقط لماذا ينظر لها  و يراها هي فقط هكذا أردفت الى جميلة تقول لها بضيق و قد تحشرج صوتها دليلا على أنها على وشك البكاء
اه و قال ايه تاني بقا
أردفت جميلة تجيبها ببراءة و هي ما زالت لا تفهم تأثير كلماتها تلك عليها لتتابع بصوت طفولي
و كان بيقول انك مش هتعرفي تربيني و تهتمى بيا عشان انت اصلا عاوزة اللي يهتم بيكى و هو مش هيجيب لنفسه ...
ضيقت عينيها في محاولة منها أن تتذكر باقي حديثه إلا انها فشلت لتقول لها باحباط 
_مش عارفة يا ماما بس هو تقريبا شتمك قال مش هيجيب حاجة وحشة و تيتا زعقتله.
اغمضت مريم عينيها پألم قائلة بهمس وصل إلى مسامع جميلة الجالسة على ساقيها و على مسامعه هو  ايضا 
مش هيجيب لنفسه مصېبة عشان حياته مش ناقصة مصايب اكتر من كدة. 
صړخت جميلة بحماس فهو بالفعل قال ذلك لتصفق بيديها قائلة لمريم بحماس طفولي و هي لا تفهم شئ
ايوة صح يا ماما انت شاطرة هو قال كدة فعلا. 
هبطت على وجنتيها دمعة حزينة فعندما كانت تتحدث و تتشاكل مع ديما كانت تقول لها دائما
وآلله يحيي معاه حق انت مصېبة و الواحد مش ناقص مصايب في حياته.
كانت تلك

انت في الصفحة 2 من 10 صفحات