رواية وبها انا متيم لأمل نصر كاااملة
غير منتجات الطبيعة عشان كدة بنصحكم لو عايزين بشرتكم تبقى حلوة زي بشرتي استخدموا المنتج ده دا مفيهوش اي مواد كيماوية جربوه مش هتخسروا حاجة ولا انتوا مش عايزين تبقوا زيي كدة .
ختمت تضحك بغنج قبل أن تغلق الكاميرا لتنتبه على تصفيق كارم من خلفها
برافو برافو.
وكأنها كانت تعلم بوجوده تحركت بروتينية دون إجفال مرددة بتهكم تسبقه
بجد
معقولة حبيبتي تشك في شوقي ليها لا لا انا كدة أزعل.
مقولتيش بقى من إمتى بتعملي إعلانات
رفرفرت بأهدابها الكثيفة تستوعب ف ردد هو
انا بسألك عن الإعلانات اللي بتعمليها للفانز على صفحتك زي المنتج اللي كان في إي دك من شوية بتعمليها من إمتى بقى والمقابل بتاعها قد إيه
تغضنت ملامحها مع تغيره المفاجيء ليذكرها بتسلطه المعتاد على كل تحركاتها حاولت أن تنزع نفسها عنه ولكنه شدد ليعصرها يين ذراعيه قائلا بفحيح
هتفت تنهره پغضب
إنت عايز إيه يا كارم
برقت عينيه ليردف لها مشددا على الكلمات.
عايزة اعرف كل قرش دخلك من جميع الإعلانات اللي عملتيها الفترة اللي فاتت أنا أقدر اجيب حسابك في البنك بكل سهولة بس انا حسيبك انتي اللي تقولي بنفسك.
طالعته بضيق تكظم غيظها
حبيبتي ريري هو انتي فاكراني عايز اعرف عشان اخدهم يعني ولا انا محتاجهم مثلا مية مرة اقولك يا قلبي اللعبي زي ما انتي عايزة... بس تحت عيني يعني ما تخرجيش عن محيطي أبدا.
منتظر منك بكرة ان شاءالله تقرير مفصل بس دلوقتى بقى تعالي عشان عايزك.
قال الأخيرة وهو يسحبها من كف ي دها تشبثت أقدامها بالأرض تسأله
عايزني فين
تبسم لها غامزا بعينيه
بقولك وحشتيني وبالمرة كمان عشان تشوفي الفستان اللي اخترتهولك لحفل الليلة.
حفل إيه اللي احضره وفستان أيه اللي عايزني البسه
رد بملامح ينتابها الضيق
حفل مرور سنة على شراكتي مع عدي عزام لسة في أسئلة تانية ولا اقولك..
قال الأخيرة ليجفلها بحمله لها بين ذراعيه قائلا
عايزين نخطف لنا شوية وقت بقى قبل الإستاذ عمار ما يشرف من حضانته ولا إيه
أمام مراتها وبعد أن لفت الحجاب جيدا تناولت قلم الكحل لترسم عيونها الواسعة كالعادة فتظهر لونها المختلط بين الخضرة والبندقي والتي ورثتها عن عائلة والدها التي تتميز بهذه الصفة رغم وجودها في قلب الصعيد على بشړة خمرية امتزجت بحمرة طبيعية وسمار محبب يلفت الأنظار نحوها كالمغنطيس لهذا السحر الذي كان نتاج زو اج أبيها ذو البشرة البيضاء مع والدتها السمراء لدرجة تماثل اللون البني من خارج عائلته بعد أن وقع في عشقها وتحدى بها قوانين عائلته بأن يتزوج ابنة عمه او إحدى اقاربه من نفس العائلة أسفر هذا الزو اج عن خمسة أبناء تنوعت صفاتهم الشكلية ما بين الاسمر كوالدته او الأبيض كالوالد ولدان وثلاث بنات تزو ج الأربعة الكبار في الصعيد من نفس العائلة واستقروا هناك فلم يتبقى سوى صبا اصغر الأبناء والتي تحدت ورفضت كل من تقدموا من أقاربها حتى يأس منها والدها وجاء بها مع زبيدة زو جته من الصعيد واستقر بهم هنا منذ أكثر من سنة بعد تنقله لعدد من السنين لا يذكر حصرها بين العمل هنا والذهاب ومتابعة شئون العائلة والأولاد في الصعيد.
استني هنا عندك رايحة فين.
الټفت إليها بدهشة تجيبها
اقتربت منها زبيدة تقول كازة على أسنانها
طب واللي رايحة مقابلة شغل تروح متزوقة كدة
هتفت صبا تجيبها بدفاعية
والله ما حاطة حاجة في وشي غير بس قلم الكحل وكريم اساس وروج خفيف لون الشفايف.
ردت زبيدة بعدم رضا تبدي النصح
يا بتي أنا خاېفة عليكي من المعاكسات والمشاكل هنا غير بلدنا في الصعيد انتي لسانك مبيسكتش وابوكي دمه حامي ده ما هيصدق
زفرت صبا وتعقد جبينها تردد بغيظ
مش هرد لو حد عاكسني مش هرد عشان مديش فرصة لابويا يجعدني في البيت او يجبر عليا اتجوز حد من عيال عمي بس كمان مينفعش اطلع كدة زي الغفير انا طول عمري بحب اهتم بنفسي يا أمي وانتي عارفة كدة كويس.
ضغطت زبيدة على كلماتها
عارفة بس هنا غير البلد وانتي بتلفتي النظر ناحيتك منين ما تروحي لو تسمعي كلامي بس اجعدي في البيت زي الهانم أحسن وريحي مخك ومخي.
برقت صبا بانظارها تطالع والدتها بذهول تهز برأسها وفمها مفتوح بعدم تصديق حتى خرج صوتها
يعني انا بجالي شهور في محايلة وشد جذب مع ابويا لحد ما وافق اخيرا بعد تعب ع الشغل عشان اشم نفسي بجى واعيش الحرية اللي بتمناها فتيجي أنتي بكل سهولة تقوليلي اجعدي إيه يا أمي إهدي كدة الله يخليكي وخلي عندك ثقة في بتك انا بت ابو ليلة يعنى بمية راجل....
توقفت لتحرك قدميها للخروج مرددة مرة أخرى
بمية راجل ها يعني طمني قلبك.
قالتها ثم خرجت من المنزل نهائيا لتردد زبيدة من خلفها
ربنا يحفظك يا بتي ويبعد عنك كل شړ
خارج باب الشقة الذي اغلفته حالا تذكرت صبا الفتاة التي تواعدها للذهاب إلى مقابلة العمل ف تناولت هاتفها تبعث برسالة نصية إليها عبر تطبيق الوتساب وصلها رد الفتاة بانتظارها أسفل بنايتهم في الشارع المجاور لتتنهد بارتياح ثم حولت على وضع الكاميرا لترا صورتها في الهاتف لتلقي نظرة على هيئتها بأن رفعته قليلا أمام أنظارها حتى اطمأنت وقامت بإغلاقه لتعيده في الحقيبة مرة أخرى رفعت رأسها فجأة لتتجه
نحو المصعد لكنها صعقټ فور أن رأت هذا المتسمر أمامها كالتمثال وعينيه المسلطة عليها تحدق فيها بشړ لا تعلم سببه جارها الغريب في الشقة المقابلة يبدو أنه على هذا الوضع منذ فترة وهي كانت غافلة عنه ومطمئنة بهدوء البناية في هذا الوقت بعد ذهاب الجميع إلى عملهم والأطفال والأبناء إلى مدارسهم والجامعات ابتلعت ريقها وارتبكت محلها لا تعلم كيف تتجه إلى المصعد مع وقوف هذا الرجل خلف شقته المجاورة له تشعر بجفاف حلقها فهذا المخلوق دائما ما يخفيفها بهذه النظرات الغريبة منه إليها همت لتستدير
كي تعود إلى منزلهم حتى ينصرف ولكنه أجفلها بتحرك خطواته السريعة نحوها حتى ظنت أنه سوف يأذيها ف ارتدت بخطواتها للخلف بړعب إلى أن وجدته يتخطاها سريعا ويهبط الدرج المجاور لشقة ابو ليلة في الناحية الأخرى من البناية حطت كفها على موضع قلبها لتهدئ من روعها الذي تسبب فيه جارها الغريب متمتمة بالآيات الحافظة حتى تمالكت نفسها لتغمغم بعد ذلك بحنق
يا ساتر يارب وقال اسمه شادي قال دا كانوا سموه عفريت أحسن.
همت لتتحرك وتتناسى ولكنها استدركت فجأة لتطل برأسها من أعلى درجات السلم التي اختفى بها تتمتم باستغراب
يا نهار اسود دا هينزل خمس ادوار على رجله.
اتخذت طريقها نحو المصعد قائلة.
أما بني أدم غريب صح على العموم أحسن اهو كدة ادخل انا الأنساسير براحتي بقى.
بداخل السيارة القديمة والتي ورثتها عن والدها منذ رحيله أي منذ أكثر من عشر سنوات تقريبا والتي كانت تقودها بتوجس مخترقة الأماكن الجديدة والغربية في هذه الصحراء التي تعمرت حديثا بالأبنية الجديدة للمدارس والعمارات والمصالح وغيرها من أوجه مظاهر الحياة المعاصرة كانت شهد تتحدث عبر سماعة الهاتف بأذنها متابعة للطريق بتركيز حتى لا تغفل عن العنوان الذي تقصده
ايوة يا لينا معاكي والله بس لازم اركز في الطريق.......
ېخرب عقلك يا بنتي بقولك لازم اطل ع العمال بنفسي واشوف حركة العمل....... عارفة يا حبيبتي والله بس استني كدة ساعتين تلاتة اكون رجعت المكتب فيها واطمنت على الموقع التاني كمان........ ماشي يا ستي الله يسامحك........ والله مش انتي بس انا كمان محتاجة حد افضفض معاه اكتر منك......... خلاص لو انتي مجتيش هعدي عليكم انا واسلم على الست الطيبة والدتك دي وحشاني اوي والله....... تمام يا حبيتي اتفقنا اسيبك بقى سلام .
بعد مرور ربع ساعة تقريبا وصلت لتصف سيارتها في المنطقة المخصصة للسيارات بعيدا إلى حد ما عن الموقع لتكمل الباقي سيرا على الأقدام حتى توقفت على صوت النداء بإسمها
يا ست شهد يا سيادة المقاول شهد.
الټفت بكليتها نحو الشاب العشريني موظف الحي بهذه المنطقة وقد علمته من صوته حتى إذا اقترب بادرته هي بالمصافحة كي ترحب بعجالة
اهلا استاذ هشام عامل إيه
بادلها الاخير المصافحة والترحيب بمودة قائلا
اهلا بيكي يا فندم يارب تكوني بخير .
اومأت برأسها مرددة بسرعة
بخير والحمد لله تسلم يا عم هشام ع السؤال اسيبك بقى عشان اطل ع العمال.
طب استني بس.
هتف بها فور أن همت بالتحرك كي يوقفها ويردف
انا عارف انك مستعجلة بس انا كمان مستعجل والله ونفسي تطمنيني.
سألته باستفسار
على إيه
قال هشام بعتب ولوم
إيه ده معقولة لحقتي تنسي اللي مكلمك عليه بقالي اسبوع
هو إيه اللي انت مكلمني عليه
قالتها ثم تذكرت سريعا مع رد فعل الرجل الذي انخطف وجهه فتابعت بتذكر
اه إنت قصدك على موضوع صبا حاضر والله بس اقابل ابو ليلة واقوله...
قاطعها هشام قائلا بلهفة
ما هو وصل النهاردة الموقع وتقريبا دلوقتي هتلاقيه عند ڼصبة الشاي القريبة انا شوفته من شوية رايح هناك وحياة اغلى ما عندك يا شيخة روحي وكلميه قبل ما يمشي ويختفي في حتة تانية ريحي قلبي بقى.
همت لتعترض ولكن امام نظرة الرجاء في عيني الرجل اضطرت صاغرة لتغير طريقها لتغمغم بحنق
يا دي صبا وحوارات صبا مش هخلص انا من الصداع دا بقى
طبعا قاعد انت بتشرب شاي الحبر هنا بمزاج عالي ولا هامك حاجة
هتفت بها شهد وهي تقترب من ڼصبة الشاي الجالس بقربها مسعود ابو ليلة يرتشف من كوبه بتلذذ ويتسامر بصوته العالي مع عبيد عامل الڼصبة انتبه لها الرجل ليتلقاها بابتسامة مشرقة منه كالعادة قبل أن يرد بمناكفة
طب سلمي الأول صباحك جدامك ولا وراكي يا بت
ضحكت له شهد مرددة وهي تتناول كرسي بلاستيكي لتجلس أمامه
لا انا صباحي قاعد قدامي اهو وبيشرب شاي .
وه دي جاية تهرج.
قالها ابو ليلة مخاطبا عبيد قبل أن يطلق ضحكته الرجولية المتقطعة ذات الصوت العالي فقال عبيد بعد ان هدأت ضحكات الرجل
تؤمري بإيه يا ست شهد شاي ولا قهوة .
ردت شهد بابتسامة ودودة للفتى
لا بقى معلش يا عبيد خليها وقت تاني انا جاية في كلمتين للراجل صاحبنا ده وماشية على طول اشوف الهم اللي ورايا.
أومأ لها عبيد برأسه ليعود لعمله وسألها ابو ليلة
خير يا ست شهد عايزانى في إيه
تبسمت له الاخيرة تجيبه
صبا.
اشمعنى
قالها فردت شهد بابتسامة متسعة
متقدملها عريس وسايقني عليك واسطة عشان ترضى بيه.
رد مسعود على الفور
لا
هتفت به شهد مستنكرة
لا على طول كدة! طب مش لما تعرف هو مين الأول
هزهز رأسه بعدم اهتمام وهو يعود ليرتشف من كوب الشاي خاصته ف استطردت قائلة
دا الاستاذ هشام موظف الحي اللي بيجي يشرف ع المباني احيانا بيقول انه شاف صبا بالصدفة معاك وسأل عليها وعرف إنها بنتك ومن يوميها الراجل هيتجنن ويكلمك وبيقول إن شقته جاهزة من مجاميعه وهو تحت امرك في اللي تطلبه و.....
قاطعها ابو ليلة
ولو هيجيب نجمة من السما بلغيه رفضي وريحي مخك ما انتي عارفة رأيي يا شهد لزومو إيه بس الأخد والرد في أمر منهي
توقفت الكلمات على طرف لسانها بعد أن افحمها برده القاطع لكن وبرغم علمها المسبق برده حاولت مرة أخرى
طب فهمني بس يعني انت هتسيبها كدة زي البيت الوقف من غير جواز العمر كله يا عم ابو ليلة
رد يجيبها وبكل بساطة
هي حرة بقى انا راجل ومرضيتش اجبرها ع الجواز من واد عمها بس كمان محدش هيفرض عليا كلمته يعني مدام هي مقبلتش بواد عمها يبقى تقعد كدة بقى من غير جواز خالص ايه يعني.
ضړبت كفيها ببعضهم تقارعه بدهشة لهذا المنطق الغريب
يا عم الحج هي الدنيا وقفت على ابن عمها وبس مفيش بقى ناس محترمين يصلحوا
لا مفيش.
قالها بحدة ليردف بعد ذلك
انا شوفت ولفيت كتير لكني برضوا مش هتنازل ع اللي في دماغي لحد ما هي توافق على واحد من عيال عمامها اللي طالبينها ما يصون العرض غير واد العم يا بت اخوي فهمتيني
تبسمت شهد بحنين وقلبها يرفرف داخلها مع جملته العابرة والتي ألقاها بدون تركيز بت اخوي لا يعلم بوقعها عليها وكأنها كالبلسم الذي ينزل على جرحها ليطيبه ويذكرها بمساندته الدائمة لها من وقت رحيل أبيها رغم عدم وجود صلة قرابة حقيقية تجمعها به سوى أنه كان صديق والدها أبو ليلة ظهرها وبفضله فقط هي استطاعت
الوقوف على قدمها حتى تتحمل المسؤلية وتراعي اخواتها رغم قسۏة المجال الذي تعمل به وشراسته في ابتلاع كل صغير او ضعيف.
يا ست شهد يا ست شهد .
وصلها الصوت الاهث مع اقتراب صاحبه بالركض نحوهم حتى توقف أمامها يردد بصوت متقطع الأنفاس
الحقينا يا ست شهد وتعالي شوفي البلوة اللي حطت على راسنا دي!
بلوة إيه الله ېخرب بيتك
هتفت بها شهد بجزع وتبعها ابو ليلة أيضا ولكن بنزق
ما تتكلم ياد وخلص خلينا نفهم.
هم ليجيبه الشاب ولكن هاتف ابو ليلة صدح بورود مكالمة استجاب للرد يردف بانفعال
ايوة يا واد عايز إيه...... وه لجنة ايه كمان اللي جاي تشوف اللي اتبنى.... استناني ياد ومتتحركش انا ربع ساعة وهكون عندك.
اغلق سريعا ابو ليلة ليهدر في الماثل أمامه
قول يا واد على طول ايه اللي حاصل
أجاب على الفور عبد الرحيم مساعد شهد
جايبين مهندس جديد غير اللي كان متابع معانا دايما ومن أول ما وصل عمال زعيق ومش عاجبه حاجة وكل اللي على لسانه فين المقاول المهمل سايب الدنيا بايظة والحال واقف.
الحال واقف!
رددتها شهد بدهشة ورد عبد الرحيم مدافعا
لا والله يا ست شهد دي بس ربع ساعة وقفنا فيها عشان نفطر.
هتف أبو ليلة مستنكرا
لهو عايزكم تموتوا من الجوع كمان فين المهندس دا وانا اوريه شغلو.
قالها وهم أن يتحرك قبل أن توقفه شهد
استنى هنا يا عم انت روح شوف شغلك واللجنة