الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية سجينة جبل العامري بقلم ندا حسن كاااملة

انت في الصفحة 17 من 157 صفحات

موقع أيام نيوز

 


سيؤكد لها هذا الشك إن لم يكن أكده
وأنا بقى بتاجر في ايه بالظبط طالما أنتي مش نايمة على ودانك
حاولت المرور من جواره كي تصعد إلى الأعلى متغاضية عن سؤاله وحديثه معها ولكنه تحرك يقف أمامها مانعا إياها من العبور فصاحت بشدة
اوعا خليني أطلع.. الكلام معاك خسارة
ابتسم بتشفي وهو يقوم بالتمسك بخصلات شعرها مرة أخرى وكأنه يتوق للمسهم كل لحظة والأخرى وهتف بكل أريحية وهدوء

ما تردي.. ولا مش عارفه على العموم أنا تاجر سلاح بقولك معلومات أهو ببلاش وكمان بخليكي تتفرجي على أفلام أكشن حلوة
نظرت إليه باستغراب شديد.. وړعب أكثر من السابق تنظر إليه وهو يقف يعترف إليها بأنه تاجر للأسلحة بمنتهى الهدوء والسهولة في الحديث حتى أنه لا ېخاف منها
لم تستطع الوقوف معه تكابر أكثر من ذلك لم تستطع أن تمثل أنها تلك الشجاعة الرائعة التي 
بقولك اوعا
أبتعد من أمامها يفتح إليها الطريق للعبور لكنه وقف يقول بقسۏة ظهرت من خلال كلماته التي كانت تخرج كالأسهم لتصيب قلبها خوفا وړعبا فقط لأجل أنه يقولها بكل ثقة وهدوء
اتفضلي.. بس قبل ما تطلعي يا غزال عايز أقولك كل حاجه بتحصل هنا بمزاجي.. كلامي معاكي پعنف وقسۏة في الجبل بمزاجي وكلامي هنا بالهدوء ده بمزاجي لو ضحكت بمزاجي ولو قت لت بمزاجي حتى الناس اللي على الجزيرة كلهم.. ماشيين بمزاجي متحاوليش تفهميني ولا تهربي مني هجيبك الأرض وهتندمي
حركت عينيها على عينيه الخضراء الغريبة عينيه التي أتضح لها أنها أكثر عيون شريرة 
اوعدك أنا اللي هندمك على كل حاجه عملتها حتى لو كانت كلمة
أشار إليها على الطريق لتصعد إلى الأعلى هاتفا بسخرية
مستني
تابعته بنظرات عينيها السوداء وما بداخلها أكثر من شعور وغرابة أكثر من صدمة وخوف فتخطت ذلك سريعا وهي تبتعد عنه تصعد إلى الأعلى قبل أن تفقد أخر ذرة عقل وقوة بها وتقع أمامه باكية طالبة السماح والعفو مرة أخرى..
دلفت إلى الغرفة الخاصة بهم تحركت عينيها على شقيقتها وطفلتها الصغيرة تنهدت بعمق وعيناها معلقة بهم تحكي ألم كبير تحمله بداخلها استدارت تنظر إلى باب الغرفة وأغلقته ممسكة بالمفتاح تديره داخل المزلاج تغلق الباب عليهم من الداخل فقد خفق قلبها خوفا وړعبا ورأت عينيها أبشع الأشياء أمامها فلا يؤمن قلبها أنهم سيكونون بخير هنا..
 يقف شامخا صلب أمام أحد او حتى أمام نفسها..
راحت عينيها تسير في الغرفة ثم تعلقت بشقيقتها وطفلتها النائمة جوارها كالملاك الصغير تلهفت عينيها وهي تنظر إليهم پخوف ورهبة تسير داخلها تشعرها بأن الهروب من هنا هو الحل الأمثل ولكنه الأصعب على الإطلاق..
أتضح لها أن شكها به أصبح مؤكد إنه رجل عصابات وتاجر للأسلحة ق اتل بشع ورجل قاسې عڼيف..
يتوارى عن الأنظار هنا على هذه الجزيرة! يستخدم سلطته في كونه الحاكم هنا ويتحكم في الجميع خافيا حقيقته عن العالم!
ولكن لحظة! عندما استمعت إلى الخادمة كانت قد قالت أن الناس هنا على الجزيرة يعلمون بما 
كيف يشعرون بالأمان وهذا الرجل بينهم كيف ينامون وهم في خطړ طوال الوقت كيف يتركون نسائهم وأطفالهم على هذه الجزيرة الملعۏنة بكل هذه الأريحية.. ألا يشعرون بالخۏف
وكيف هو شقيق ل يونس زوجها الرج ل الخلوق المهذب الذي لا مثيل له
لقد منعها يونس عن الاختلاط به وكأنه كان يعلم ما الذي سيحدث لهم من بعده...
أين هو الآن ليدافع عن زوجته وطفلته الصغيرة بعدما وقعوا في براثن ذئب لا يرحم..
أهذا الرج ل رج ل قانون حقا يالا هذه السخافات من هذا رج ل القانون إنه لا ينطبق عليه إلا أن يكون رج ل عصابات.. قاټل متسلسل ذئب بشړي صياد محترف.. كل هذه الألقاب تناسبه إلا أن يكون رج ل قانون!.
منذ أن أتت إلى هنا في أول مرة وهي تراه غريب الأطوار.. لم تتعامل معه قط ولم تقترب منه أبدا بسبب وجود زوجها الذي كان يحذرها دائما وبسبب أنه لم يكن يهمها في ذلك الحين
وضاق على قلبها وهي تفكر في نكستها وكسرتها التي مرت بها أسفل يده القاسېة كيف لها أن تترجاه بكل سهولة وتبكي أمامه أن يتركها للرحيل! ولكن لم يكن هناك مفر آخر منه فهو كان كالۏحش الكاسر.. كانت يده قد اتسخت بق تل أحد من قبلها بلحظات فما الذي كان سيفعله بها..
ما الذي ستفعله الآن!.. ما السبيل للتخلص من هذا العڈاب ألم تكتفي بما مر بها في الخارج لتأتي إلى هنا لتنال الأسوأ على يده
كيف ستجعله يتخلى عن فكرة الزواج بها وكيف ستخرج من الجزيرة معافاة هي وشقيقتها وابنتها الصغيرة فهو نالها بين مخالبه وعلم كيف يسلخ جسدها وهي في أحضان عڈابه..
لم تعتاد يوما على الاستسلام ولن تعتاد عليه لن تترك نفسها لق اتل مثل هذا لن ټدفن حياتها ومستقبلها بالزواج من رج ل عصابات والعيش على جزيرة متوارية عن الأنظار هاربة من الأحكام بسبب ما يفعلوه عليها..
ستقاومه إلى آخر لحظة بحياتها
 

 

16  17  18 

انت في الصفحة 17 من 157 صفحات