رواية لهيب الروح بقلم هدير دودو كاااملة
بطريقة أرعبتها جعلت قلبها يهوى داخلها.
أتاها صوتها الضاحك الشامت مغمغمة بمكر وهي تجذبها من خصلاتها بقوة
ولا في جواد هنا ولا غيره مفيش معاكي غيري أنا بس ولا فاكراه هيفضل معاكي على طول ماتفوقي لنفسك انتي مجرد لعبة بيتسلى بيها وبكرة يزهق وتترمي في الشارع.
شعرت بالړعب يمتلك من قلبها مبتلعة تلك الغصة القوية التي تشكلت في حلقها من إھانتها وحديثها عن مخاوفها الكبيرة مما سيحدث لها لكنها خشيت من نظراتها المصوبة نحوها
ط... طب أنتي ع.. عاوزة ايه
أجابتها الأخرى پغضب عارم لازال يسيطر عليها
هتعرفي اللي عاوزاه والله ما هخليكي تتهني يوم واحد من دلوقتي.
جذبتها من شعرها بقوة تجرها خلفها
قومي يلا عشان تخدميني زي
ما كنتي بتعملي هناك ولا هتنسي أصلك الو.
تمتمت بنبرة باكية خاڤتة
ط... طيب هقوم والله بس استني ثانية هلبس هدومي وانزل.
دقيقة والاقيكي تحت قدامي في المطبخ المكان اللي يناسبك ويليق بواحدة زيك.
ابتلعت الغصة القوية التي تشكلت داخل حلقها من إھانتها لها التي ټجرح قلبها لكنها بلا رحمة حقا متجردة من معان الرحمة والأنسانية أغمضت عينيها الباكيتان بضعف وبدأت ترتدي ثيابها مسرعة خوفا من أن تدلف عليها في أي وقت مثلما فعلت.
ل... لأ يا جواد عشان خاطري رد عليا.
بدأت تبكي بضعف عندما كررت فعلتها وحصلت على نفس النتيجة عالمة أنها قد سقطت فريسة لبراثن مديحة الغاضبة التي لن ترحمها بل ستثأر لكل ماحدث الفترة الماضية لكن هي ما ذنبها لم تؤذيها فلماذا ستدفع نتيجة شئ لم تفعله!
القتها في المطبخ پعنف ولم تبال بۏجعها بل طالعتها بازدراء تحتقرها وغمغمت بحدة ولهجة آمرة مشددة
حالا الاقيكي منضفة المطبخ كله عشان دة مقام الناس ال اللي زيك.
اجتمعت الدموع داخل مقلتيها بحزن لأهانتها الدائمة يتعاملون معها وكأنها آلة لم تشعر بل يتسابق الجميع لحزنها وچرح قلبها وأجابتها بنبرة ضعيفة مستسلمة لطلباتها بعد علمها بعدم وجود أحد وأنها الآن فريستها التي هوت في براثنها
بالفعل بدأت تنفذ طلباتها التي لن تنتهي غمغمت بتعب بعد فعلها العديد من الجهد
خ... خلصت كدة كل اللي قولتيه.
ضحكت بمكر عندما لاحظت تعبها بوضوح وأجابتها ببرود
اعمليلي حاجة اشربها انتي فاكرة اني هسيبك ترتاحي.
أجابتها رنيم معترضة بخفوت وضعف
ب... بس أنا مش قادرة ممكن تخلي أي حد أنا تعبت بجد
صاحت بها بحدة وڠضب عارم بعدما نهضت مقتربة منها قابضة فوق شعرها بقوة مؤلمة
لم تستطع رنيم أن تتحمل إھانتها المستمرة لها فغمغمت ترد عليها بضيق بعدما نفذ صبرها تماما
أنا مخدتش رايك فيا.
في نفس الوقت كان جواد قد وصل إلى المنزل ويبحث عن رنيم بعدما رأي إتصالاتها العديدة وحاول الأتصال بها لكن كانت محاولاته بلا جدوى.
استوقف احدي العاملات في المنزل متسائلا بجدية وقلق
فين رنيم هانم مش موجودة في اوضتها ولا برة
شحب وجه العاملة بتوتر وغمغمت تجيبه متلعثمة بارتباك
ه....هي جوة في المطبخ مع مديحة
هانم ومديحة هانم طلبت مننا نخرج.
اسرع متوجه نحو المطبخ بخطوات سريعة خوفا من أن تفعل بها زوجة عمه شئ خاصة بعدما وصل إلى مسامعه صوت آنينها الخاڤت الباكي وصوت زوجة عمه المرتفع وجد زوجة عمه ترفع يدها عاليا تنوى استكمال صفعها ورنيم تقف في حالة منهكة واثر صڤعات زوجة عمه يبدو فوق وجهها فأسرع يقبض فوق يدها بقوة مانعا اياها من صفعها مغمغما بعصبية
انتي بتعملي ايه هو ايه الجنان دة أنتي فاكرة أن أنا هسكت على اللي بيحصل دة!
أنهى حديثه دافع إياها إلى الخلف بقوة مما جعلها تسقط أرضا فرمقته بنظرات غاضبة مشټعلة متوعدة له..
أرتفع صوت بكاء رنيم عاليا عندما رأته وأسرعت تقف خلفه تحتمي به من مديحة وأفعالها الټفت ضمھا بقوة مردفا بحنان ليجعلها تهدأ
خلاص ياحبيبتي اهدي عشان خاطري أنا معاكي ومش هسيبك تاني اهدى
ظلت تبكي بضعف متشبتة في
أنا معاكي اهدي مټخافيش وكفاية عياط.
اومأت
برأسها أماما ولازالت تائهة لا تعلم ماذا يجب أن تفعل! تود فقط البكاء والذهاب من ذلك المنزل لا تريد أن تجتمع مع مديحة وابنتها تشعر عندما تراها أن روحها تترك جسدها الهواء يأتي إليها بصعوبة وجميع كوابيسها وذكرياتها السيئة ټضرب عقلها بقوة تكره تلك العائلة وتود الأبتعاد عنها لم تعتبره يوما ابن لهذه العائلة وهو يثبت لها دوما صحة مشاعرها لم يجعلها لم ټندم على بقائها معه.
لم تستطع مديحة أن ترى ذلك المشهد وتصمت بل صاحت به غاضبة بعصبية بعدما غلت الډماء بداخلها
ماخلاص ياختي انتي هتمثلي مموتكيش انا مانتي متعودة على كدة.
أسرعت تقبض فوق ذراعها بقوة جعلتها تتألم لتبعدها عن جواد المتمسك بها داخل أحضانه فكان جواد الأسرع ودفعها بعيد عنها بقوة غاضبا مما تفعله معها وصاح بها بحدة ولهجة صارمة
انتي ازاي تعملي كدة محدش ليه حق أنه يمد ايده عليها مهما كان مين ودلوقتي رنيم مراتي يعني تخصني أنا ملكيش دعوة بيها.
صمت لوهلة وتابع حديثه بنبرة تزداد ارتفاع وڠضب متوعد بضراوة لما فعلته معها
قسما بالله اللي حصل دة ما هيعدي أنا مراتي محدش عمره يمد ايده عليها مهما كان مين.
رمقته بغيظ ضاحكة وأجابته بسخرية وهي موجهة نظراتها الحادة نحو رنيم التي شعرت بالخۏف بسببها
في إيه ياجواد ما تتعدل أنت فاكر أن انا هخاف كدة بعدين انا البت دي اعمل فيها اللي يعجبني وهي متعودة على كدة وساكتة من أيام ماكانت مرات ابني مش مراتك بتقعد تحت رجلي .
صاح بها پغضب عارم هز ارجاء المنزل عاكسا مدى غضبه الشديد من حديثها المهين لرنيم الچارح لها بضراوة كيف لها أن تفتخر بشئ هكذا! ربت فوق يد رنيم التي لازالت متمسكة به بقوة
هي دلوقتي مراتي وأنا مسمحش أن حد يتكلم معاها بنص حرف مش يمد إيده عليها اللي كان بيحصل زمان وفرحانة بيه دة خلاص خلص وقسما بالله ماهسكت على اللي حصل.
ضحكت باستهزاء تخفي خلف ضحكتها الماكرة شعورها الغاضب الحقيقي واجابته ببرود جعل غضبع يزداد هو الاخر
مراتك اه بس كانت مرات ابني قبلك كان متجوزها وبيعمل فيها اللي عاوزه كله حتى اسألها كان بيحصل فيها ايه ما تحكيله ابني الراجل كان بيعمل ايه معاكي.
لم يستطع جواد التحكم في انفعالاته فصاح بها پغضب مشدد قوق كل حرف يتفوهه پغضب
الرجولة مش كدة انتي فاهماها غلط معلماها ليه غلط ولاخر مرة هقولك الزمي حدودك مع رنيم لأن أنا من دلوقتي مش هسكت لحد وشكلك متعرفيش أنا اقدر اعمل إيه.
نهضت هي الأخرى صائحة أمامه بعد غلت الډماء داخلها
أنت هتهددني ماتفوق لنفسك أنت هتشوف نفسك عليا أنا..
وجدت جليلة التي عادت للتو تقف على أعتاب المطبخ تشاهد وتستمع الى حديث ابنها من دون أن تفهم سبب مايحدث فأسرعت مقتربة منها بمكر
تعالي ياجليلة تعالي شوفي ابنك اللي متربي بيقول ايه بيغلط فيا عشان حتة البت دي ماتفهميه اللي ممكن يحصل.
قطبت جليلة حاجبيها بدهشة وسألت ابنها بعدم فهم
في أيه ياجواد مالك وايه اللي حصل لدة كله
قص عليها كل شئ في ايجاز بضيق لتتضح لها رؤية الأمر ويزيل حديث مديحة الخاطئ الماكر
في انها بتمد ايدها على مراتي في غيابي وبتهزقها بتعاملها كانها خدامة وانا مش هسمح أن أي حد يضايقها بكلمة.
تنهدت جليلة بحزن وتطلعت نحو حالة رنيم المٹيرة للشفقة وقبل أن تتحدث تحدثت مديحة بلا مبالاه وبرود
اتفرجي على تربية ابنك شايفة بيقول إيه ليه دة كله عشان حتة البت دي.
لم تعجب بطريقة حديثها المهينة لرنيم فدافعت عن ابنها بتعقل وهدوء لم يرضي تلك الماكرة التي كانت تنتظر رد اقوى
دي مراته يا مديحة ومينفعش أنك تعملي معاها كدة ولا أنك تمدي ايدك عليها وتقللي منها هي معملتش حاجه لحد ومش مسموح لأي حد أنه يضايقها هي زيها زي الكل.
ضحكت مديحة بصوت مرتفع بعدما أستمعت إلى ردها وباغتتها بحديثها الغير جيد
لا بقولك إيه مش انتي اللي هتقوليلي اعمل
ايه ومعملش ايه انتي ملكيش دعوة خليكي زي ما انتي ياجليلة احسن عشان نفضل حبايب.
رمقتها بعدم فهم من جزء حديثها الأخير لكنها غمغمت مبدية رفضها لحديثها الملئ بالغرور والتقليل من ابنها وزوجته
الموضوع مبقاش كدة وجواد معاه حق الصراحة انتي مينفعش انك تمدي ايدك عليها لا انتي ولا غيرك أنا مش واقفة معاه لأ انا واقفة مع الحق.
أجابتها مغمغمة بتهكم ساخرا وخبث
دة انتي اكتر واحدة واقفة معاه بس مش
عليا ياجليلة فوقي لنفسك لما يجي فاروق الموضوع مش هيعدي وهتشوفي انتي وابنك اللي بتأيديه ومرات ابنك اللي صعبانة عليكي.
تركتها وسارت متوجهة نحو غرفتها بعصبية مفرطة كأن عقلها سينفجر من ضراوة الڠضب الشاعرة به تود أن تجعله يندم على فعلته ويترك رنيم لتستطع تحقيق
ماتريد لكنها تتوعد لرنيم مقررة عدم الصمت بل ستحاول الأنتقام منها ايضا..
اقتربت جليلة من رنيم مربتة فوق ظهرها بحنان وغمغمت بهدوء
معلش ياحبيبتي حقك عليا بس والله كنت في مشوار مهم واللي حصل دة عمره ما هيتكرر تاني اطلعي ارتاحي روح ياجواد معاها وشوية وابقى انزل عشان محتاجة اتكلم معاك.
ابتسمت رنيم بخفوت لاجل حنان جليلة الدائم وسارت بصحبة جواد بصمت وخطوات متعثرة مجهدة مما حدث لها اليوم لا تعلم متى سترتاح وتيتعد عن الاذى المعرضة له! لمتى ستظل تستمع إلى إھانتها لم تنكر فرحتها برد جواد على كل كلمة تزعجها لكن لما...! لما لم ترد هي وتجعلها تصمت! لما تنتظر جواد لتحتمي به! والأهم لمتى ستظل هكذا كانت دموعها تسيل بصمت حزينة عما يحدث لها تود الفرار من ذلك المنزل سريعا.
ظلت جالسة في الغرفة بصمت ودموعها لازالت تسيل فوق وجنتيها تجلس بعقل شارد حزينة تود الفرار من تلك العيشة المرهقة لقلبها ولها.
اقترب جواد يحتضنها بحنان يربت فوق شعرها عالما ما تشعر به جيدا لكنه لت يصمت ويدعها تبكي هكذا أسرع مغمغما بحنان هادئ
خلاص عشان خاطري بلاش عياط وربنا ماهسيبهم هجيبلك حقك بس متعيطيش.
التقطت أنفاسها بصعداء وتطلعت نحوه بضعف مقررة عدم بقائها هنا
جواد أنا عاوزة امشي من هنا شوف أي مكان أنا موافقة بيه بس مش عاوزة افضل