الخميس 21 نوفمبر 2024

رواية غيوم ومطر بقلم داليا الكومي

انت في الصفحة 2 من 83 صفحات

موقع أيام نيوز

 

تدليلها حتى کرهت حبه ...عمر كان يكبرها بثمان سنوات كامله ومنذ يوم ميلادها وهو اعتبرها ملكا خاص به ...طوال ثلاث وعشرون عاما لم يخلف يوما عيد ميلادها وكان يحضر لها اغلي هديه تسمح له امكانياته بإحضارها ...عائلتها تنتمى للطبقه المتوسطه التى تكافح للعيش بسلام والاكثر تكافح للظهور بمظهر يليق بمكانتها الاجتماعيه والدها الراحل فتحى الطويل كان علي مرتبة وكيل وزاره في وزارة التعليم لكنه في النهايه كان موظف ويتقاضي راتب موظف حكومى ...اما والدتها فكانت تعمل في شبابها مدرسه للرسم ومع تدرج مناصبها اصبحت وكيلة مدرسة ثانويه ... عائلتها كانت صغيره نسبيا ...كان لديها شقيقان يكبراها محمد واحمد وشقيقه واحده تصغرها .... محمد شقيقها الاكبر وبكر العائله كان يكبرها بعامين وكان متفوق مثلها والتحق بكلية الطب ... اما احمد فكان يكبرها بعام واحد فقط لكنه كان دائما يعانى من الهزال الشديد بسبب مرضه المزمن فلم يكن متفوق مثلهما والتحق بكلية الحقوق التى اعتبروها نعمه نظرا لحالته الصحيه...فمنذ طفولته وهو يعانى من مرض الكلي الذي تطور وهو في الثانويه ليكتشفوا انه مصاپ بالفشل الكلوى ويحتاج للغسيل مرتين علي الاقل اسبوعيا ...اما رشا دلوعة العائله الصغيره فلم تشغل نفسها يوما بالتعليم وكان تركز علي الاهتمام بجمالها ومظهرها ... في الحقيقه رشا اجمل من فريده ولكن فريده كانت تتميز بالجاذبيه والبشره المثاليه الخاليه من العيوب كبشرة الاطفال ... رشا اختارت ان تدرس في كلية التجاره باللغه الانجليزيه وتعجبت من مقدرة والدتها علي دفع المصاريف التى كانت تقدر ببضع الالاف فبعد ۏفاة والدها وهى في السنة الثالثة من كليتها انخفض دخلهم كثيرا ...ومعاش والدها لم يكن يكفي لسد متطلباتهم التى فاقت دخلهم بكثير ...فيكفي فقط مصاريف غسيل احمد الكلوي او مصاريف كلية الطب التى وصل فيها محمد للسنة الخامسه واحتياجه الي درس في مادة النساء والتوليد او مصاريفها هى الشخصيه فهى كانت في اول السنة الثالثة من كلية الطب واي طالب طب يعرف جيدا معنى هذه السنه فهى بلا منازع كابوس الطلبه كانت تعلم جيدا احتياجها للتقويه في مادة الباثولوجى المعقده ...لولا عمر ومساعدته لهم لما كانوا استطاعوا اجتياز ازمتهم الشديده.... 

مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
قبلت مضطره عرض عمر بالزواج منها مقابل مساعدته الماليه لاسرتها والمقابل الاكبر كان تبرعه بالكلي لاحمد لكنها داخليا لم ترضي مطلقا عن ذلك الزواج ...ربما بسبب احساسها انها مجبره علي الزواج او بسبب ان عمر لم يكن من كليات القمه كما يسمونها ..فعمر التحق بكلية السياحه والفنادق وبعد تخرجه مباشرة سافر للعمل في الامارات ...دائما كانت تشعر انها افضل منه ...لم ترضي يوما عنه كزوج فبالرغم من انه كان وسيم ولكن زيادة وزنه كانت تغطى علي وسامته ... لو فقط فكرت وقتها بعقليتها اليوم .... عمر كان يعمل بلا انقطاع في عملين استنزفا كل وقته بعد عودته النهائيه من دبي بسبب زواجهما 
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
كان يضطر الي اكل الوجبات السريعه في معظم الاحيان لانها كانت تتحجج بالمزاكره ولا تعد الطعام في المنزل فيقوم هو بالطبخ وعندما لا يتمكن بسبب عمله كان يشتري الطعام الجاهز....عمله القاسې لم يسمح له بممارسة الرياضه بانتظام فزاد وزنه بدرجة كبيره حتى عن قبل زواجهما لم تقدر حبه الكبير لها وشغلت نفسها فقط بعيوب سطحيه اختلقتها كى تفرغ جام ڠضبها عليه فى كل مناسبه بسبب او بدون....
ليت الندم يكفي لكانت ملئت منه
شاحنات واهدتها اليه ...انتبهت الي ان محطتها فاتتها بسبب
افكارها الحزينه وربما اذا استسلمت لذكرياتها بالطريقه التى تتمنى ان تفعل لكانت وصلت الي الجنوب وهى مازالت لم تنتهى ... غادرت الي القطار في الاتجاه المعاكس كى تذهب الي بيتها حامله معها المها وحزنها فهما اصبحا صديقاها الان... 
واستغرقت في النوم فور وصولها الي غرفتها فليلتها كانت مرهقه جدا وعاينت فيها ما يقرب من اربعين طفل ...بمجرد حصولها علي الماجيستر ستترقي لمدرس مساعد وستعمل بالمناوبات الصباحيه فقط كما جرت العاده... فقط اسبوع وتناقش رسالتها وتتوج فرحتها لكن اي فرحه ستكون بعدما اصبحت تعيش في وحده وعزله اختياريه 
ابتعدت عن الجميع وقطعت صلتها بكل صديقاتها حتى فاطمه صديقة عمرها قطعت صلتها بها فبعد مكالمتها الكارثيه معها والتى كانت السبب المباشر في طلاقها قطعت اي صله بها ....لكن لماذا تحملها الذنب فهى من كانت انانيه وحقيره بالكامل ...صحيح ان فاطمه دأبت علي التقليل من شأن عمر ولطالما رددت علي مسامعها الجمل التى كانت تحقر منه ومن شهادته بالنسبه الي شهادتهما لكن هى من سمحت لها بذلك 
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
نعم هى سمحت لها واستمعت الي السم الذي كانت تبخه في اذانها ...دائما حرصت علي التقليل من عمر حتى هداياه الباهظه التى كان يغرقها بها كانت تسخر منهم وتخبرها ... مهما عمل هتفضلي اعلي منه ...يحمد ربنا انك وافقتى عليه....شايفه كل زميلاتنا اتخطبوا لمعيدين لكن انتى يا حسرتى عليكى .. 
او عندما كانت تخبرها
 

 

 

انه يعد لها الطعام ويرتب المنزل عندما تكون في فترة الاختبارات كانت تعلق بسخريه ... طبعا ماهو فاضي ...ابو 60 لازم يخدمك ...شكله مخه تخين زى جسمه.... 
لم تعترض يوما علي اهانة فاطمه له امامها بل بالعكس كانت تخزن كلامها ثم تبدء في ترديده لنفسها حتى باتت مقتنعه به ..مع انها هى من ظلمت عمر بزواجها منه فهو تخلي عن عمله المريح والمربح بالخليج ليعود ويعمل لفترين كالثور في الساقيه ليلبي مطالب اسرتها التى كانت تثقل كاهله 
معظم مدخراته من عمله بالخارج انفقها في اعداد شقة الزوجيه التى اثثها بالكامل علي حسابه ومن افضل واجود الاثاث والتحف ليرضيها وليشرفها امام صديقاتها ... مناوباتها الليله تقلب نظام يومها لكن الحمد لله امس كانت اخر مناوبه ليليه بعد سنوات من العڈاب ... اه ماذا ستستفيد الان من التذكر ... مازال سيل الذكريات ينهش عقلها پعنف... نامت واستيقظت منذ قليل قبيل العصر ومازالت تسترجع شريط حياتها ...صلت الظهر علي عجل وجلست في انتظار صلاة العصر وهى تدعو الله ان يمنحها الصبر ... خرجت بعد الصلاه تبحث عن والدتها لتساعدها في اعداد الطعام فهى تعلم ان رشا عديمة الفائده تماما ...ان كانت هى انانيه كما تعتقد لكنها علي الاقل انقذت كامل اسرتها من الضياع بعد ۏفاة والدها بزواجها من عمر اما رشا فدلعها يفوق الحد ....لكنها كانت تعلم انها ليست بالسوء الذي تظهر به هى فقط تهتم بجمالها بدرجه مبالغ فيها...وتقضى معظم وقتها بالتسوق... 
علي طاولة الطعام رشا لم تغلق فمها للحظه تحدثت عن فستانها الجميل الذي سوف ترتديه في العرس ...عن المركز التجميلي الذي سوف تذهب اليه بعد الاكل مباشرة وطلبت منهم المرور عليها والتقاطها قبل ذهابهم للحفل....
ماما انا نازله حالا ...هستناكم ..باي 
طيب يا رشا علي الاقل شيلي الاطباق انا لسه هشوف هلبس ايه واجهزه ما فيش وقت ولازم انزل حالا.. فريده اجابتها بضيق ... الساعه لسه 5 يا رشا والفرح الساعه 9 اربع ساعات مش كفايه تجهزى
يا بنتى فرح راقي زى فرح اسيل في الهيلتون لازم اجهز له كويس ... باي بقي....خليكى جدعه وشيلي الاطباق وانا يا ستى هبقي اغسلهم بعدين 
فريده رفعت الاطباق بروتينيه ...رشا تستعد للحفل بكامل طاقتها .... لم تهتم يوما بجمالها ولم تحاول ابرازه ..نعم هى جميله بدرجه معقوله لكنها تعمدت اهمال مظهرها ...في البدايه كانت تتعمد الاڼتقام من عمر بإهمالها لنفسها ... برفضها لاعطائه نفسها في معظم الاوقات ...كانت تدرك جيدا مقدار احتياجه لها ومع ذلك كانت تمنع نفسها عنه بالاسابيع بحجة المزاكره وهى كانت تعلم انها تعذبه ..وبعد طلاقها اهملت نفسها ايضا فلم
تشعر بأن اي رجل يستحق ان تتزين كى تنال اعجابه ...اما اليوم فقد
كان يوم عيد مولدها ولم يتذكر احد من عائلتها ...الزفاف واخباره شغلت الجميع ونسيوها تماما ...مع الوقت ستتحول الي مقعد او خزانه ولن يكون لها اي قيمه...
اسوة برشا سوف تتأنق اليوم بزياده وستظهر جمالا هى تعلم جيدا بوجوده في ايام زواجها عمر مليء خزانتها بكل انواع الثياب ومعظمها لم تستعمله ابدا ....روح التحدى شجعتها ففتحت خزانتها وتطلعت فيها ولا اراديا عيناها اتجهت الي الفستان الاسود الطويل المعلق بفخامه في طرف الخزانه فستانا راقي باهظ الثمن يحمل علامة دار ازياء اماراتيه مشهوره لم ترتديه يوما واليوم حان اوان ارتدائه ...ذلك الفستان له ذكريات اليمه ولكن شيطان التحدي احتلها بالكامل... اخرجت الفستان من غلافه الذي يرقد بداخله منذ سنوات ولمست قماشه الفاخر بيديها ..نعم سترتديه اليوم وستذهب للزفاف بكل ثقه وستظهر جمالها الناعم ...جذابيتها الشديده ستعوض عمرها الضائع ....بل سوف تتجمل لساعات اسوة برشا..
بدأت بتنظيف بشرتها ووضعت علي وجهها بعض الاقنعه التى وجدتها علي مرآة الحمام ...حمام من الطمى المغربي سينعشها ويقشر بشړة يديها ورجولها ..نقعت نفسها في زيوت عطريه لترطيب كامل جسدها وعندما شعرت بالانتعاش جففت نفسها واتجهت الي غرفتها لتجهيز نفسها للخروج...ارتدت الفستان الاسود الانيق ودهشت للتغيير المذهل الذى لمسته فور ارتداؤها اياه ...بالفعل عمر ابدع في اختياره ويستحق المبلغ الضخم الذى دفعه له...كيف كانت غبيه وحرمت نفسها من متعة ارتداؤه بل حتى لم تكلف نفسها وتفض غلافه لتمتع عيناها برية فستان مذهل شبيه بفساتين الشهيرات ... عمر شغل نفسه بتفاصيلها والتى علمت مؤخرا ان ذلك الاهتمام هو اسمى درجات الحب ...لم ينسي ان يحضر لها كل مستلزمات السهره مع الفستان دائما كان يفكر بالنيابه عنها ويهتم بأدق تفاصيلها ..مع الفستان وجدت الحذاء الفضى وحقيبة السهرات الصغيره ..حتى الطرحه الفضيه وجدتها ..فقط الفستان كان ينقصه رفع يديها وارتداؤه لتصبح جاهزه للسهره ومع ذلك رفضت الذهاب معه لزفاف شقيقته واحرجته وسط عائلته برفضها للحضور ... ترجاها يومها كثيرا بل ووعدها بالرجوع سريعا لكنها رفضت كم كانت حقيره في معاملته ابان سنوات زواجهم .
لكنها اليوم وجدت الجراءه لارتداء
 

انت في الصفحة 2 من 83 صفحات