رواية حصونه المهلكة بقلم شيماء الجندي كااااملة
الجدار وابن عمه بجانبه هامسا له
انت مقولتليش ليه علي موضوع الفستان ده احنا مش اتفقنا ..
فهد ابن عمه وهو ياخده بعيدا حتي لا يتصاعد صوتهم لها . ثم پغضب
ايه يابني ادم انت وانا عملت ايه ليهم كل الحكايه بحب اللون ده وكان نفسي بس للاسف أسيف اتغيرت ١٨٠ درجه بس بدايه حلوه برضه ...
حدق به نائل باندهاش ثم قال وهو يضيق عينيه بسخرية
حديثه پغضب به
لو حاولت تااني في جمله مس عارف اعمل ايه
اتسعت عيني نائل وهز رأسه بالإيجاب علي الفور وهو يهمس له
هو ده اللي قولت عليه !! اعمل حسابك اسيف كل كلامها هيبقي علي إنجازات يزيد تكلمك انجز وقولي هعمل ايييه اسيف لو عرفت أني معملتش اللي قالته.....
هز رأسه بقلق وهو يأخذها منه بتردد قائلا بتأكيد
فهد انا وثقت فيك. اوعي تحكي حاجه عن اللي حصل ...
اندهش فهد من تفكير ابن عمه واردف پغضب
انت اټجننت يانائل متقلقش .... اتمني أسيف تكون لسه من براءتها وتسمعها المهم انك تخرج عمتك من مش عاوز حد معاها ساامع ....
قالتها أسيف وهي تنظر تلك العلبه الصغيره الملفوفه كما أتفق مع ابن العم ليردف باندهاش مجيبا اياها
ايه ياأسيف اللي غريب بس مممن واحده صاحبتك وحابه تفاجئك شوفيها وأنا اشوف الاوردر بتاع الفستان وصل ولا ايه ...
ثم تركها مصطحبا عمته وهو يحادثها معه ...
فتحت العلبه بقلق قبل ان تنصرف إلي جهازها تبدأ بتشغيلها مرتجفه متوتره للغايه ولاتدري ماتلك الآن قلقها الغير مبرر اخيرا ادركت سبب ذاك الخۏف حين ظهر وجهه أمامها يبتسم بهدوء وهو يردف في الفيديو الخاص به وكأنه علي علم بتصرفاتها الآن
تنهيده تعرفها جيدا عنه يفعلها حين يفقد اعصابه بدأت الدموع تتجمع بمقلتيها وهي تحدق به بصمت رويدا رويدا لتسمتع إليه يقول وهو يجلي حنجرته بصوت رخيم متعقل
ساعتها ياأسيف هستقبل وانا مرتاح ومبسوط كمان أنت مكنتيش تستاهلي اللي حصل وانا كنت
في عالم تاني .. وده مش مبرر ابدااا ولا عمري هيبقي ليا حق في اللي عملته أنا هحكيلك حكايه صغيره وسايبلك ده ومش عايز منك غير انك
تسمعيني وتعرفي ان طلبي الوحيد تسامحيني اتمني ماشوفش نظرات خوف في عينك بعدها لأني معنديش ياأسيف ..
الحكايه دي لطفل صغير عمري ماحكيتها لحد هتقولي بحاول اكسب عطفك ايوه انا محتاج عطفك ياأسيف ولأول مره بحتاجه من حد بعد .. أمي ..
الدموع إلي عينيه هو تلك المرة وبدأ يسعل محاولا المحافظه علي نبرته لتكون واضحه لها
مكملا
الطفل ده كان عند بالظبط ٦ سنين صحي في يوم علي اصوات .. طبعا خاف وعيط بس لما لقي الوقت عدي والأصوات سكتت فضوله غلبه وعياطه وقف وحب يشوف ايه اللي حصل وياريته ماخرج من اوضته .. عارفه شاف ايه ...
اغمض عينيه وكأنه يستحضر مشهد ما واكمل بصوت غالبه الدموع ..
شاف أمه و معرفش ملامحها في الأول .. و فضل
واقف مكانه لحد ما شاف أبوه لكن هو كمل ونزل يعيط ويترجاها بكلام مش مفهوم .. الموقف ده
بقي يتكرر يوم واتنين وتلاته والطفل ده بيكبر وبيخاف منهم في الوقت اللي يحصل فيه كده لحد
الام في يوم جت واتفقت معاه اتفاق انه اول ما يسمع الاصوات دي هيقعد في اوضته وهيقرأ القرآن
اللي حفظوه سوا بصوت عالي والصوت هيسكت .. بس بقا يعمل كده فعلا وصوته يعلي ويعلي واصوات
بتعلي معاه بدأ يفهم لما دخل المدرسه وبدأ يفهم طرق المعامله بين الاهل شكلها الطبيعي إيه مع
الوقت بقي ومجرد ما يختفي يجري علي أمه يساعدها وهو بينفذ كلامها اللي بيخرج بصوت
منخفض عشان تقوم وتقف تاني وفي يوم وصل فيه ١٠ سنين واخته كانت لسه طفله وقف يشوفها
وهي بتصرخ كأنها اول مره يحصل معاها كده وذهب عليها عشان يساعدها زي كل مره بس معرفش عارفه ليه !!
تساقطت دموعه كالسيل وبدأ صوته بشهقات خفيفه في حديثه وهو يهمس مغمضا عينيه
حاولت ... هاا حاولت اساعدها زي كل مره بس مقدرتششش
ومفهمتش ليه سكتت فجأه دموعها .. غير لما أبويا قالي انها مش هنشوفها تاني والسبب .....
و دموعه قائلا بصوت متحشرج من سيل الذكريات بشكل واضح أمامها .. ثم اكمل
وفضل سنين كل يوم يسمع حكايه عن عمه ومع الوقت اقتنعت بافكاره ووعدته انه هرجع حقه ... انا اعتقد انك عارفه الباقي اتمني قبل ما تحكمي عليا ....
ثم اختفي .... اختفي بعد ان تسبب ببكائها نتيجه تلك القصه التي قصها عليها بدموع عينيه التي تراها لثاني مره بحياتها هي علي يقين بمدي صدق أحاديثه وام تتخيل ابداا ان تصل عمها لذلك الحد وهي تكتم شهقاتها لرؤيته وياريت لم تفعل !!!!!!
وانطلقت الدموع من عينيها تكتم شقهاتها المتتالية من ما تري لتكون حياتها ثمنااا لمريض نفسي لم يعالج .....
الحياه ليست عادله لحظات حياتنا ونشعر بأنها النهايه ... نهايه عالمنا ... نهايه بهجتنا ... نهايه تلك الابتسامه ... لكنها تكون بداية .. بداية جديدة للحظات مختلفه وشعور مختلف لعالمنا الأفضل ظنناه يوما النهايه .....
الفصل التاسع عشر اغفري !
بدأ الصداع يداهمها لتغلق الحاسوب الي يومها إلي أتعس يوم بحياتها اغلاقت العلبه و بالكومود بجانبها وكأنها تخفيها عن أعينها من كتر البكاء بمحلها حين استمعت إلي تلك الطرقات أعلي الباب ليكون آخر ماتراه وجه اخيها الصارخ باسمها ....
فتحت عينيها رويدا رويدا وهي ترمش تحاول استيعاب ما يحدث من حركه وخيمه حولها صوت
جعلها تفتح عينيها ذاك الفيديو تتكرر بمخيلتها عده مرات
تحاول النظر جيدا بالوجوه حولها حين لم
تري وجهه بين الحاضرين هي لا تقوي علي مقابلته
ابدا بتلك اللحظات استجابت لصوت اخيه بصمت وعقلها يعبث ويدور بتلك الكلمات التي
نطق بها هل كان يري بالواقع كما رأتها هي هكذا!!!
كيف تخطي ذلك بعقله الطفولي الصغير !! ليته كڈب
عليها تلك المره لكنه صادق تلك الدموع التي لاتكذب لكن ماذا يريد لما يطالبها بما
يفوق طاقتها الآن !! و أخيها بعالم آخر لا تستمع سوي الي همهمات
منهم وخاصه اخيها وهدوء وفي الغالب يسألها عن حالها لكنها بأسوأ حال لم تتخيل يوما أن يتحول عالمها لعالم بتلك افكارها الآن لتفيق أخيها هامسا لها
أسيف حبيبتي يزيد بيكلمك ..
رفعت عينيها إليه ثم نظرت إلي يزيد بصمت اقلقه ووتره لحظات يجلس قائلا بصوته الهادئ
أسيف أنت عارفه إنك مش عايزا الارتباط بيا لو هيوصلك لكده !!
تجمعت الدموع بعينيها الجميله تماما لتوضيح ماحدث وأنه لا له بالأمر ثم نظرت إلي عمتها التي تجاورها بصمت
ثم تهمس لها بكلمات لتقف العمه متجه إلي غرفه بهدوء لتنظر أسيف وتتنهد وهي تهمس
اسفه يايزيد مكنتش عاوزه ابوظ عليك اليوم ده بس انا سهرت للصبح علي شغل و .. و غالبا حصلي ارق او حاجه كده .. بس انا مش عاوزاك تفكر إنك السبب ...
عادت العمه وهي تعطيها تلك العلبه المخملية بهدوء لتفتحها أسيف وتتناول منها خواتم الخطبه بهدوء إلي يزيد بهما مكمله أمام نظرات الجميع
انا بوظت الحفله عليك لكن اكيد مش هبوظ الخطوبه .
دعوه صريحه منها بالموافقه عليه و نظرت إلي شقيقها بتساؤل بذلك الصمت
الذي غلف الأجواء ليتنهد مبتسما لها بهدوء ويتولي يزيد الخاتم بهدوء وهي تعود إلي اخيها تسمع همس ابن عمها لعمتها
دي اغرب خطوبه حصلت في العالم دي لو اتصورت ونزلت. في سوشيال تيجيب لايك ..
العمه ابتسامتها وهي هامسه
اسكت يانائل مش وقتك ..
عادت
إلي شرودها ولكنها اغلقت عينيها بارهاق وإعلان أنها مريضه تحتاج إلي الراحه كاد تيم ان
يتركها لكنها رافضه تركه عله يهدئ عقد حاجبيه وهو يهمس لها
اسيف حبيبتي انت بخير !!
هزت رأسها بالإيجاب وهي تهمهم بصمت تام تلك المره ....
أحيانا يكون الخروج من الواقع أفضل الحلول بأعيننا لكنه هو واقعنا مهما فعلنا وحين نعود نكون ذات السلام بعالم الحاضر ....
يصول ويجول بالغرفه وهو يحاول ضبط أنفاسه المضطربه منتظرا ابن عمه الذي طالت جلسته معهم لما تستغرق افاقتها تلك الفتره !! زفر بارهاق وكاد
أن ينصرف إليهم لكن دخول ابن عمه عليه بهدوء جعله يتجه إليه قائلا بقلق واضح
فاقت !! بقيت تمام !!
اندهش نائل من أسلوبه الغريب عليه إن اقسم أحدهم أنه سوف يرى ابن عمه بتلك علي امرأه لكذبه في الحال هو لايصدق أنه ابن العم الصارم أبدا هز رأسه بالايجاب حين قرأ القلق يأكل مقلتيه وحمحم قائلا
اه فاقت واتخطبت ...
ثم اتسعت عينيه من تسرعه ابن عمه المصډوم يهمس له باضطراب وتوتر
مكنش لازم اقولها كده صح .. بس انا نفسي مش مصدق دي فتحت عينيها طلبت الدبلتين انت كنت سايب الفلاشه كنت بتشجعها علي الخطوبه ولا ايه !
انهي كلماته ابتسامه سخيفه استقبلها الآخر بصمت وغامت عينيه و ابتعد عنه وهو يتجه إلي شرفته قائلا بصوت اجش
تمام ! سيبني لوحدي يانائل ....
كسا الحزن وجه ابن عمه علي حالته لكنه فضل الانصياع له وتركه بمفرده وانسحب من الغرفه تاركا اياه بمفرده ....
وقف فهد يطالع شرفتها بصمت لايشعر بالڠضب حيال فعلته هو لأول مره
يقص ما يجيش بصدره لأحدهم لأول مره يفصح عن الماضي بدموع عينيه ليتها كانت
معه ليته عرفها منذ زمن لاختلف الأمر بالتأكيد ليتها لم تكن ابنه العم ابدااا تلك التي الآن
مؤلمھ هو يريد غفرانها أكثر من أي شيئ بالحياه يريد النظرات البريئه التي كانت من في
مقلتيها الجميله ولم يقدرها حق قدرها عله يمتلك ذاكرتها عله يستطيع محو ماضيها و ماضيه .....
جفف تلك الدمعات التي لمعت علي صدغيه ثم تنهد وهو يري الطبيب المعالج ذو القدر الذي لم يستطع
أخذه بقلبها يقلع بسيارته الآن ضيق عينيه لحظات قبل أن
ينصرف إلي غرفته ومنها الي غرفه الملابس
يخرج ذلك الصندوق المخملي المتوسط الحجم متجها به إلي فراشه ثم جلس علي الأرضية البارده
بجانب