صماء لا تعرف الغزال بقلم وسام الأشقر كااااملة
للعيان كأنهم أعجاز نخل ثابتة باعين ذاهلة يدخل يامن بين ذراعه بيسان الغافية بهدوء ناظرا لهما بصمت كأن علي رؤوسهم الطير
لتقول ملك باعين مدمعة يامن حبيبي وقبل ان تتحرك تنحي جانبا لتظهر من خلفه الزهرة الندية معذبة القلوب بفستانها الطويل الأبيض المنقوش بزهور صغيرة مع سترة من الجينز قصيرة وحجاب يغطي رأسها كانت طلتها بعد هذه السنوات
الا ان انكماشها وتراجعها المفاجئ له ولهم منعه من التقدم ليقول يامن ملطفا الأجواء معلش غزل متوترة شوية ازيك انت يامحمد
تجلس ملتصقة به كالطفل التائه الملاصق لأمه تحت اعين صقرية منكسرة مټألمة مراقبة لكل حركاتها بحذر وخوف خوف أن يقبض متلبسا
كانت اعين ملك اخته وشادي صديقه ومحمد أما الرابعة فنظرتها مختلفة نظرة يامن له كالذي يوصل له رسالة تحذيرية بعدم تخطي حدود منطقته الخاصةغزل
ليقول بصرامة مزيفة وهو يستقيم في وقفته مستندا علي عصاه انا خليت هناء تجهزلكم الاوض اوضتك انت وغزل زي ماهي والبنت هتنام في أوضة ملك ياريت تطلع تستريح عشان عايزك عن اذنكم
شادي بتعب طيب ياجماعة هتمشي كلنا عشان تقدروا تستريحوا يلا يامحمد فيودعها محمد بنظرات لائمة لم تفهمها لينصرف الجميع ويبقي يوسف ويامن وعزل
ليقول وصلها لأوضتها انا خليت هناء تحط شنطها فيها ليقول يامن مع تقريب غزل له بتحدي مراتي مش بتنام بعيد عني انا طالع اوضتي وتبقي خلي هناء تبعت شنطها عندي عن إذنك
ملك بحزن وبكاء مش قادرة اوصفلك منظره عامل ازاي ياجاسر ده مش يوسف ابدا كلنا كنا متحاملين
عليه وقاطعناه المفروض اننا نشمت فيه بس اللي شوفته انهاردة واحد مطعون من اقرب الناس اليه جاسر يتنهد قائلا الحقيقة اللي حكتيه ده مش قادر استوعبه يامن يتجوز مرات اخوه ويخبي علينا
جاسر طيب عقبال ما تبحثي وتفكري أكون انا نمت عشان عندي شغل بدري تصبحي علي خيرات
ملك نام ياجاسر نام ماهو ده اللي فالح فيه من ساعة ما اتجوزنا نام ياحبيبي
ام هناك سببا اخر تجهله عندما سألت ملك من زوجها الاول وعن اسمه ارتبكت واختلقت اعذارا واهيةللانصراف لماذا الكل يحاول الهروب من أسئلتها بخصوص ذلك
تسمع صوت طرقات الباب فهي في غاية الإرهاق ولا تعلم لما حل عليها التعب وتكتشف بعدها فراغ الفراش بجوارها علي مايبدو ان يامن قام بالانصراف مبكرا فمدة الشهر كان يلازمها كظلها لايتركها إلا لدخول دورة المياة أو النوم ېخاف من شيء لا تعلمه دائما متحفز للعراك علاقته باردة بأخيه رغم أن الأخير يحاول توفير سبل راحتهم بكل السبل تستقيم لتخرج من فراشها بقميص نومها الكريمي الناعم وشعرها المشعث علي أكتافها ووجهها فيطرق الباب مرةاخري ليراها تفتح الباب مغمضة العينين لاتستطع مقاومة النوم ويدها علي مقبض الباب فهذا الشكل المهلك لأعصابه فيذكر نفسه بأنها زوجة أخيه ولا تحل له فيسرع بإشاحة
وجهه عنهاويسمعها تقول خلاص صحيت كل ده خب لتصرخ وتغلق الباب بسبب رؤيتها ليوسف تقول لنفسها انا غبية غبية ازاي افتح بالشكل ده بس هو ماشفنيش الحمد لله ولا شافني ! انا مش عارفة مصېبة لو شافني
لتقول بحرج ايوة ! كنت عايزة حاجة
فيقول وهو يظهر جديته بالحديث لقيتك اتأخرتي في النوم قول اصحيكي عشان تفطري ااانا نازل وابقي حصليني فتلطقت انفاسها وتؤكد لنفسها عدم رؤيته لها لتصعقها كلماته يقول بجفاءمحذرا غزل !!! بعد كده ماتفتحيش الباب وانتي بالشكل ده فاهمة وينصرف دون انتظار ودها لتقول بهذيان شافني يانهاري شافني !!!
ارتدت فستانا قطنيا مع حجابها تبحث عن اي فرد في غرفة الطعام ولكنها تجدها خالية الا انها استمعت إلي أنغام صادرة من مكان ما حتي اكتشفت م لتتجه الي المطبخ فتجده امام الموقد بملابسه البيتية يدندن مع نغمات هاتفه
و أنا اللى طول عمرى بقول الحب عمره طويل
أنا اللى طول عمرى بصدق كلام الصبر فى المواويل
من كتر ماكان الحب واخدنا
و كل حلاوة الدنيا فى إيدنا
لا فكرنا زمان يعاندنا
و لا أيام تقدر تبعدنا
و عشنا الحب بل أيام
و كل بكره فيه احلام
و أتارى كل ده أوهام
و سافر من غير وداع
فات في قلبي جراحه
دبت في ليل السهر
و العيون ما إرتاحوا
وعند انتهاء المقطع قام باغلاقه سمعت صوته يحدثها بجفاء هتفضلي واقفة عندك كتير لتتسآءل في نفسها كيف عرف موجودها رغم صمتها وعدم أحداثها لأي جلبة مع علو صوت الأغنية
لتقول انت عرفت منين اني واقفة فيدور يواجهها وبيده طبق البيض المقلي وكوب ساخن يتصاعد منه الأبخرة ميزت رائحته بسرعة انه مشروب الشكولاته المفضل لديها متجها الي الطاولة الصغيرة قائلا ببرود اقعدي عشان تفطري
لتقول مرتبكة لا شكرا مش ع فيحدثها بصرامة اقعدي وبطلي شغل عيال
تجلس بأعصاب محترقة من أسلوبه ولكنها اختار مقعدا بعيد عنه تاركة مقعد فارغ بينهما فيدفع الطعام
أمامها مع وضع الكوب الساخن قائلا أنا ملاحظ بقالي مدة انك مش بتكلي كويس ووزنك نازل انا عايزك تخلصي الأكل ده لتجيبه پخوف من اسلوبه بس انا مش بحب البيض
عارف قالها بتحدي لاعينها التي اتسعت فيفهم مايدور بخلدها فتتحرك يده ليحمل كوب الشكولاته ويقوم بالارتشاف منه مع ثبات أعينه عليها بتحدي لتهمس لنفسها بتذمر ايه الاحراج ده انا كنت فكراها ليا
ليقطع همسها قائلا كانت فعلا ليكي بس بما ان حضرتك مش عايزه تفطري يبقي مافيش شكولاته سخنة
وتتذمر من بروده ليقول سمعتك علي فكرة فتتأفأف من تسلطه وجفائه وتمد يدها لتتناول البيض بغيظ لتتساءل هي فين هناء !
ليقول بلا اهتمام وهو يتصفح هاتفه خدت إذن ومشيت عشان ابن بنتها تعبان ليكمل وهي مندمجة بالأكل علي فكرة بيسان ملك بعتت السواق واخدتها تلعب مع غزل فتقف قطعه الخبز بمجري التنفس فتسعل بشدة حتي أدمعت أعينها وترتشف بعض الماء بتوتر انت ازاي مقولتليش ان بيسان راحت عند ملك كنت لازم تقولي قبلها ليرفع حاجبه بتعجب اولا انتي كنت نايمة ثانيا مش غريبة انك زعلانة انها مش موجودة مع انك من ساعة ماصحيتي ماسألتيش عليها ودي مش اول مرة اخد بالي انك مش مهتمة ببنتك لتدافع عن نفسها پغضب من وقاحته مش صحيح اللي بتقوله ده مش انت اللي هتيجي تقولي اعمل ايه معاها انت مين انت عشان تكلمني كده وكمان ده مش مبرر انك تتصرف من دماغك من غير أذني
لتقف پعنف فيسقط الكرسي من خلفها ويصدر ضوضاء عالية تقاوم دموعها الا تظهر فتتحرك للخروج الا ان ندائه الصارم الذي يحمل ڠضبا باسمها أوقفها
ليقول من الاحترام لما نكون بنتكلم ماتسبينيش وتمشي وتغضبي زي الأطفال اقعدي كملي أكلك واطمني انا اتصلت بأبوها استأذنت منه لتنتفض من كلمته صاړخة بوجهه ړعبا ان يكون يوسف ابلغ والد بيسان التي تجهله عن وجودها ابوها مين
ليضيق عينيه غير مستوعبا السؤال ليقول أبوها هي المفروض الواحد ليه كام أب فتتحرك بصعوبة لتلقي جسدها علي المقعد ليلاحظ جسدها المرتعش
لتقول ليوسف برجاء يوسف اكيد انا عيشت فترة معاكم هنا
صح !! واكيد عارف اني اتجوزت قبل يامن يبقي اكيد عارفه صح
لايجد إجابة حقيقية لها فيسود الصمت وتظن انه يريد عدم الإفصاح عن شخصه مثل يامن لتقول ارجوك يايوسف انا عارفة انك مش طايقني ومضايق من وجودي بس كل ما اعرف اسرع مشاكلي هتتحل اسرع انا عايزه بس اعرف مين هو فتراه يغمض أعينه پألم لاتعرف سببه ويضغط علي الكوب بقبضته
لتقول مستعطفة إياه انا مش طالبة غير اسمه بس ليقول مش هتستفيدي حاجة لو عرفتي النسيان نعمة وانتي كدة افضل ليكمل پألم انتي ربنا عوضك بيامن كزوج وبنتك خليكي في الحاضر لان الماضي دائمابيألم
فيستقيم في وقفته انا خارج رايح اشتري حاجات عايزة حاجة
فتندفع پخوف قائلة انت هتسبني لوحدي هنا ليقول متعجبا اه في حاجة خلاص انا ممكن أجل مشواري لوقت يكون حد هنا
لتهز رأسها بالموافقة
ليمد يده قائلا هاتي تليفونك فيقوم بتسجيل رقمه بهاتفها وفعل ذلك بهاتفه لو احتجتي حاجه اتصلي بيا
لتقول بتودد تحب اعملك قهوة !! فيوافق علي عرضها بابتسامة وينصرف بهدوء عكس ما يعتليه قلبه من تمزق وقبل ان يختفي سألته بصوت مرتفع هي الأغنية دي اسمها ايه!! فتشاهد ابتسامته التي بدأت بالاتساع قائلا حاول تفتكرني
الفصل الثالث والثلاثون
قراءة ممتعة
تجلس أمامه بنفس هيأتها منذ سنوات ولكن بها شي مختلف في شخصيتها في طريقة حديثها في اسلوبها لتقول طلبت تقابلني
ليبتسم بثقة قائلا كنت محتاج اشوفك وأتكلم معاكي واشكرك شكر متأخر
لتبتسم قائلة اتكلم انا سمعاك
يامن وهو يرتشف القهوة مستعدة تبقي معايا
وقفت حائرة وسط الحجرات بيدها فنجان القهوة التي قامت بإعداده له لا تعلم أين حجرته نومه لتحدث نفسها قائلة ايه الغباء ده انا مش عارفة اوضته فين طيب دي اوضتي انا ويامن وبيسان بتنام هنا فاضل تلت اوض انهي فيهم لتجرب فتح اول غرفة فتجدها ذات طابع كلاسيكي قديم يظهر عليها ان لا تستخدم من فترة لتنتقل للغرفة الثانية فوقفت عدة دقائق مشدوهة من جمالها وهدوء ألوانها كغرف
نوم المتزوجون حديثا وتتقدم