رواية ندوب الهوى كاااملة
أوفق بين الكلية والمذاكرة والشغل قولت اسيبه والدنيا كويسه معانا الحمدلله
سألها مرة أخرى قائلا
يعني مش محتاجة شغل
ابتسمت إليه وهي تشعر بذلك الإهتمام الفريد منه وودت لو بقى هكذا دائما أجابته بنفي قائلة
لأ كلها كام شهر وهخلص الكلية بعد ما أخلص هشتغل إن شاء الله علشان مريم
نظر إليها وهو يبتسم هو الآخر لقد كانت مثال الاحترام والأخلاق الحميدة أنها فتاة صغيرة تأخذ دور كبير العائلة وتعمل لتجعلهم لا يطلبون شيء من أحد تأخذ دور شقيقها الأكبر الذي لا يهمه أي شيء سوى نفسه وراحته وإلى الآن لم يقدم لهم شيء يتذكرونه به من بعد أن توفى والدهم وهي لا تقبل نظرة شفقة من أحد ولا تقبل مال شفقة حتى من والده وعلى الرغم من أنهم يجلسون في بيته إلا أنها تدفع له إيجار رمزي بسيط بعد أن عانى معها في إقناعها بعدم دفع شيء إكراما لوالدها الذي كان يعمل عندهم..
مين اللي كنتي راكبه معاه النهاردة
توترت قليلا من سؤاله الغير متوقع من أين علم أنها خرجت من السيارة بعيد عن هنا. هل رآها ماذا قال عنها يا ترى لابد أنه فكر بها السوء عندما رآها مع شخص لا تعرفه...
نظرت إليه وأجابته بتردد بعد أن شعرت بالتوتر من نبرته التي تغيرت مئة وثمانون درجة عندما سألها
اعتدل في وقفته وأصبح مقابلا لها ذلك بعد أن استمع إجابتها الغير مريحة بالنسبة إليه كليا وضع يده خلف عنقه يمررها عليه بحدة وأردف قائلا بجدية وقوة تتنافى مع حديثه
أنا عارف إن مش من حقي أسألك بس بصراحة كده الموقف كان وحش أوي لما شوفتك نازلة من عربية حد غريب عن هنا وبعدين ألاقيكي بتكدبي على جمال.. ولا أنت ايه رأيك
مرة أخرى قائلا
وأنت بتركبي عربيات مع أي حد كده عادي
رفعت رأسها إليه سريعا مجيبة إياه بحدة ونفي لكلماته
لأ طبعا
وجدته يتساءل بعينيه مطالبا تفسير فقالت وهي تضغط على أصابع يدها الاثنين بتوتر مجيبة إياه
نظرت إليه لتراه مثلما هو يطالب بتفسير آخر فقالت بصدق ما حدث وما تفعله هي
أنا عمري ما ركبت مع حد غريب لوحدي دي أول مرة وكمان كان معايا زميلتي تبقى أخته.. هو كان جاي ياخدها ف أصر أنه يوصلني لأني كنت متأخرة بس مش أكتر
حك فروة رأسه وهو يقلب عينيه وتساءل مردفا مرة أخرى
بس أنا مشوفتش حد معاه غيرك
لأ على فكرة كانت موجودة في الكرسي اللي قدام جنبه وأنا كنت ورا ممكن تكون شوفتنا من ناحيته علشان كده مشوفتهاش
هتف بجدية وهو يلقي عليها نصيحة هادئة ومن داخلة يشتعل وهو يستند على السور بيده ضاغطا عليه بشدة
ممكن بردو.. بس بعد كده خدي بالك ومتركبيش مع حد متعرفيهوش تاني
عن اذنك أنا هنزل بقى.. شكل وقفتنا كده غلط
ابتسم بسخرية وتهكم أكثر منها وهو يرى ذكائها بوضوح لم يقصد الحديث عنه أيتها البلهاء رآها تأخد كتابها وهاتفها من على الطاولة وعندما أخذتهم بيدها وجدت الهاتف يصدر صوت مكالمة نظرت إلى شاشة الهاتف لتراه رقم غير مسجل فأجابت وهي تعطي له ظهرها
السلام عليكم.. أيوه أنا مين معايا
بعد أن استمعت إلى الصوت على الطرف الآخر أردفت مرة أخرى متسائلة باستغراب بعد أن عقدت ما بين حاجبيها
وأنت جبت رقمي منين
تقدمت مرة أخرى من سور الشرفة وألقت نظرة إلى الأسفل أمام المنزل لترى شقيق زميلتها يقف في الشارع والهاتف على أذنه يتحدث معها وكل ذلك تحت نظرات جاد الذي لو أراد أن يحرقها وېحرق ذلك الأبلة الذي يوزع تبسمات ليس لها معنى لفعل وأحرقهم دون أن يسأله أحد لما فعل ذلك..
نظرت إلى جاد بتوتر وهو الذي كان يتحدث معها الآن عن ذلك الغبي الذي أتى إلى هنا وفي هذا الوقت لتراه ينظر إليها بحدة وعصبية ظاهرة بسبب أفعالها الغريبة والغير محسوبة.
يتبع
ندوب الهوى
الفصل الثاني
ندا حسن
الغيرة ليست تقيد حرية بل هي أكبر دليل على الحب
اتكأ جاد على السور بكفيه وانحنى بجذعه قليلا نظر إلى الأسفل ليراه يقف والهاتف على أذنه منتظرها أمام الباب رفع حاجبه الأيمن وهو ينظر باستنكار لما يحدث في هذا الوقت نظر إليها بنصف عين وقد كان يريد أن يرى تعابير وجهها إلى ماذا تشير..
أغلقت الهاتف وأنزلته من على أذنها تنظر إليه بتوتر فقد وضعت نفسها بموقف سخيف أمامه ماذا سيقول الآن بعد أن رأى هذا المشهد ولم تكاد تنهي النقاش معه..
أردف بجدية شديدة خرجت