رواية لهيب الروح بقلم هدير دودو كاااملة
به لكنه لم يضاهي ألم قلبها وحسرتها التي توجد بداخلها استسلمت تماما لتلك الدوامة القوية المؤلمة التي دلفت بها..
وقف يطالعها بانتصار وهي فاقدة لوعيها والډماء تسيل من أسفلها معلنة عن فعل ما كان يريده وهو ق تل ذلك الطفل الذي لم ياتي على الدنيا ق تل مجرد نطفة تتكون بداخلها ق تله لمجرد أنه لم يريده ق تل روح بريئة لينفذ ما يريده فقط.
بعد مرور بعض الوقت عليه خرج من الغرفة متوجه إلى غرفة والدته التي كانت تجلس ببرود فوق الفراش تستمع صرخات تلك المسكينة الضعيفة ببرود لم تبدى أي رد فعل أو شفقة عليها تقابل تلك الصرخات المرتفعة التي تقطع انياط القلب بلا مبالاه وبرود من دون أدنى اهتمام لما يحدث في تلك الغرفة اللعېنة..
إيه يا عصام خير عاوز إيه لو أن من وراك ميجيش خير
لم يرد عليها أو يعير لحديثها أي اهتمام بل تعامل كأنه لم يستمع إليها سار مقتربا منها في عجالة مقبض فوق يدها يغمغم مسرعا
تعالى بصي جوة في حاجة مهمة حصلت.
اما نشوف في إيه تاني ماهي جوة صوتها كان مسمع إيه ماټت اهو يكون احسن برضو هتغور.
ولجت الغرفة ووقفت متطلعة ببرود نحو تلك الساقطة كالچثة الهامدة أرضا ببركة الډماء التي تحطيها كيف لها أن تقابل رؤيتها لذلك المشهد ببرود كيف لم تثور وتغضب عليه بسبب ما فعله هل انتزعت الرحمة من قلبها أم قلبها متوقف من الأساس ألة تنبض بلا مشاعر
ما تقومي يا بت أنت هتستهبلي علينا ولا إيه أنت كدة كدة مكانك في الژبالة حتى لو مۏتي قومي ومتستهبليش.
ظلت تكرر ضرباتها عدة مرات متتالية بقوة أكثر تزداد عن كل مرة سابقة حتى فقدت الامل من أن تجعلها تستعيد وعيها فنهضت تقف قبالته مغمغمة له ببرود شديد وصرامة
أنهت حديثها وسارت متوحهة نحو الخارج بلا مبالاه كأنها لم ترى شئ غير مألوف هي بالاساس تعامل تلك الفتاة كالدمية تتعامل معها وكأنها شئ لا يشعر ولا يؤثر بها أي فعل يفعله ابنها حتى أن حدث لها شئ لن يعنيها بل من الممكن ان تشارك في اذيتها أيضا لما لا ف عصام مثلها يشبهها كثيرا ولكن هو على نسخة أسوأ منها.
أسرع ممسك هاتفه ودق على فاروق الذي كان في تلك الأثناء يجلس في منزله مع زوجته وابنته قطب جبينه بدهشة عندما علم أن الأتصال من عصام وفي ذلك الوقت المتأخر يعلم جيدا أن هناك کاړثة قد حدثت أو قد افتعلها.
نهض مبتعد عن الجميع ليستطع التحدث بأريحية غمغم متسائلا بجدية شديدة ونبرة حازمة مشددة
إيه يا عصام في إيه عملت إيه أنت دلوقتي
رد عليه يخبره بما حدث معه بتوتر وقلق بالطبع لم يكن قلق عليها بل كل قلقه من أن يحدث له شئ بسببها لكن أن كان الأمر عليها كان سيتركها بدمائها من دون أدنى اهتمام بها
الموضوع مش هينفع في التليفون يا عمي تعالى بس بسرعة في حاجة مهمة.
همهم يرد عليه ثم أغلق معه وسار مسرعا نحو الخارج في عجالة ليفهم ما الذي فعله عصام وماذا يريد منه انطلق سريعا بسيارته..
وصل فاروق المنزل ترجل من سيارته بشموخ والصرامة بادية بوضوح فوق قسمات وجهه وجد ذلك يقف في انتظاره والتوتر يبدو عليه اقترب منه متسائلا بعدم اطمئنان
في إيه يا عصام أنت جايبني على ملى وشي ليه عملت مصېبة إيه لكل دة
لم يتفوه أو يخبره بأي شئ بل توجه به إلى داخل ممسكا بيده وسار صوب غرفته جعله يشاهد ما فعله من دون أن يتحدث.
وقف فاروق يشاهد ذلك المنظر الشنيع الذي أمامه من دون أن يبدى أي رد فعل كان من المتوقع أن يصدم مما فعله أبن أخيه ذلك المشهد ليس هين بل يهز له الأبدان مسكينة غارقة في دمائها ولم يهتم أن يطمئن عليها