رواية لهيب الروح بقلم هدير دودو كاااملة
بصره نحو والده متمتما بجدية
عن اذنك يا يابا أنا مش فاضي عاوز اطلع ارتاح ينفع ولا في حاجة
لم ينتظر رده بل سار متوجه إلى أعلى نحو غرفته متأفأفا عدة مرات بضيق.
تطلع فاروق نحو جليلة التي كانت مرتبكة بشدة تحدثت معه بتوتر محاولة أن تهدئ الأمر والأجواء المشټعلة التي حدثت
خلاص يا فاروق مفيهاش حاجة هو راجع تعبان أنا هروح اتكلم معاه براحة بس الجواز مش بالڠصب.
اطلعي شوفي ابنك يا جليلة ليني دماغه عشان بتجوزها مش واقفة تقوليلي ڠصب.
اومأت له إلى الأمام وصعدت متوجهة إلى أعلى من دون أن تتحدث معقبة على حديثه.
دقت فوق باب غرفته بهدوء وسرعان ما آتاها رده سامحا لها أن تدلف جلست بجانبه واضعة يدها فوف كتفه برفق وتحدثت معه بحنو
جزء كبير بداخله وبداخل عقله يعلم صحة حديث والدته ومتأكد مليون في المئة أنها ليس له من المستحيل أن تكون له كما يتمنى لكن قلبه يريدها قلبه يعشقها منذ أن رآها لا للحق قلبه قد تعلم العشق وكل مشاعره بسببها هي بالنسبة له كنز ثمين يريده وسيحافظ عليه سيخفيها عن الجميع يعلم أن مشاعره الآن خاطئة لذلك يبتعد بقدر المستطاع هو لم يذهب هناك سوى عندما يشعر بنيران الاشتياق التي تشتعل بداخله نيران قوية لن تهدأ سوى برؤية عينيها يعلم أن تلك النيران لن تنطفئ مادام قلبه ينبض لكنه يحاول ات يجعلها تهدأ ولو قليلا..
مش قادر يا أمي أنا بحاول بس مش قادر صدقيني...بحبها مهما ابعد بحبها وهفضل احبها يا أمي هبعد عنها ازاي بس وأنا بعيد بس برضو هي مش خارجة من قلبي.
احتضنته بشدة وظلت تربت فوق ظهره بحنان غير سعيدة برؤيته وهو بتلك الهيئة الضعيفة بسبب شئ من المستحيل أن يتحقق غمغمت بتعقل وهدوء
وضع راسه فوق ساقيها بحزن شديد وتحدث مردفا بوهن وحزن حقيقي
ردت عليه بعدم رضا وهي تغرز اصابعها في خصلات شعره البنية بحنان وحزن لأجل حالة ولدها
يعني إيه مش هتتجوز لأ يا جواد أنت مش هتعمل كدة يا حبيبي أنت هتنساها وتخرجها من حياتك بعدين أروى بنت عمك كويسة وجميلة وبتحبك مش هتلاقي أحسن منها.
لأ يا امي انا مش عاوز أروى ولا حد متفتحيش الحوار دة معايا عشان خاطري مش دلوقتي.
لم تتحدث تعارضه تلك المرة مقررة أن تتحدث معه في وقت لاحق يكون في حالة أفضل من الآن ظلت تربت فوقه كتفه بحنان وحب حتى وجدته ذهب في النوم قبلت جبينه بهدوء ورقة.
ثم خرجت من الغرفة بهدوء تام حذرة في خطواتها حتى لا تزعجه وتقلق منامه نزلت إلى أسفل مرة أخرى لتتابع ما ستفعله في يومها وجدت فاروق ينتظرها طالعها من أعلاها إلى ادناها بضيق وغمغم بصرامة وتشدد متهكم
طبعا ولا عملتي حاجة محدش مدلعه هنا علينا غيرك أنت اللي مخلياه كدة وعاملة كل دة مبوظاه.
تنهدت بصوت مسموع ملتقطة أنفاسها بصوت مرتفع وردت عليه بيأس لاستماعها الدائم لذلك الحديث الذي من الواضح أنه لن يمل من التفوه به
خلاص يا فاروق هكلمه يا سيدي براحة عليه هو معملش ومش بايظ ابني ظابط قد الدنيا ربنا يخليهولنا ولا متدلع ولا حاجة شايل المسؤولية وكلنا عارفين كدة.
طالعها بسخرية واستهزاء ثم امسك هاتفه وسار بشموخ متوجه نحو الخارج مردفا بضيق وحدة
مش بقولك محدش عامل كدة غيرك خليهولك اهو اللي شايل مسؤولية من غير جواز.
جلست هي فوق الأريكة التي كانت خلفها بضعف ومالت بجذعها واضعة يدها فوق رأسها بتعب مما يحدث معها حزينة على حال ولدها والذي يشعر به وغير راضية على طريقة زوجها معه الذي لم يفهم ما يمر به ابنه هو فقط يريد أن يجعله ينفذ ما يريده ويطلبه منه.
بعد مرور أسبوع...
وقفت رنيم في المرحاض ممسكة بذلك التحليل الذي في يدها والتي طلبت من أحدي