الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية لهيب الروح بقلم هدير دودو من الفصل السادس عشر الى العشرين

انت في الصفحة 18 من 29 صفحات

موقع أيام نيوز

هو أنا في تحقيق ولا ايه أنا قولتلك من امبارح أن مفيش حاجة.
شعر بالدهشة متعجبا من طريقتها الحادة معه فاعتدل في جلسته أمامها ليصبح قبالتها مباشرة وغمغم بحدة مشددة
هو في ايه لكل دة مين قال انك في تحقيق انتي مراتي ومن حقي افهم في ايه مالك محققتش معاكي بس انتي فعلا متغيرة من امبارح وأنا عاوز اعرف ايه اللي حصل لكل دة
أجابته بتوتر جاهدت إخفاءه عنه لكنها حمقاء فهو يعلم جميع تغيراتها وما الذي تريد أن تخفيه فقط ينقصه أن يعلم ماهو الشئ الذي جعلها تتحول فجأة
مفيش حاجة تستاهل كل دة ياجواد تعبانة شوية وعاوزة ارتاح.
ظل لفترة طويلة مثبت بصره عليها مرسلا لها نظرات مشټعلة غاضبة ونهض من جانبها پغضب متوجه نحو المرحاض صاڤعا الباب خلفه پغضب.
بينما رنيم ظلت متسمرة في مكانها بحزن شاعرة أن قلبها سيتوقف من فرط الخۏف بعد مهاتفة محسن لها التي جعلت حياتها تنقلب رأسا على عقب لا تعلم كيف ستحل تلك المشكلة الكبيرة التي سقطت بها وكيف ستخرج وتنقذ ذاتها من ذلك المأزق التي وضعت فيه! تشعر أن عقلها سينفجر من فرط التفكير والخۏف المتواجد داخلها تخشى معرفة جواد وابتعاده عنها حاولت أن تهرب بالنوم مثلما فعلت أمس لتهرب من نظراته التي تشعر أنها ستكشف أمرها فلم تجد حل أمامها سوى الهروب حتى يذهب لتستطع وجود حل تساعد به ذاتها لإنهاء الأمر..

بعد مرور يومين...
ولج فاروق الغرفة حيث توجد جليلة فهو قد عاد مبكرا عن عادته لأجلها جلس بجانبها بهدوء وجدها لم تتطلع نحوه تجلس كما هي في صمت كأنه لم يدلف فأسرع يتحدث بحنان وجدية شارحا لها الأمر
حقك عليا متزعليش والله عملت كدة عشان خاطر أروى مش عشان حاجة تانية زي ما أنتي فاهمة أنا كلمتها وعرفتها حدودها هنا كويس.
ظلت كما هي صامتة فأسرع متناولا كفها طابعا فوقه قبلة عاشقة شغوفة معتذرا لها بهدوء
متزعليش طيب شوفي اللي عاوزاه هعملهولك بس متفضليش زعلانة كدة هو أنا عندي أغلى منك.
ارتسم فوق وجهها ابتسامة هادئة حنونة تفعلها دوما وتمتمت بتعقل مجيبة إياه
أنت عارف أن انا مش عاوزة حاجة وبسكت كتير على كل اللي بيحصل بس فعلا هي كانت اتخطت حدودها بطريقة مش لطيفة انا مش عاوزة حاجة غير أنك تكون كويس أنت وجواد وسما ميهمنيش غير سعادتكم.
جذبها داخل حضنه في حنان محتضنها بشغف مقبلا رأسها بحنان طريقة خاصة به لن تظهر سوى معها
واحنا كلنا منقدرش نستغنى عنك أولهم أنا وانتي عارفة كدة كويس.
سندت رأسها فوق صدره بحنان شاعرة بالأرتياح لوجوده معها وهدوءه الذي لم يتكرر كثيرا وتمتمت بجدية هادئة
ولا أنا اقدر ابعد عنك لحظة والله مش نفسي بس غير في حاجة واحدة أنت وجواد تبق...
قطع حديثها الذي سيأخذ منحنى آخر لا يريده هو حتى لا يفسد جلستهم الهادئة فأردف بجدية
بعدين ياجليلة بلاش كلام دلوقتي سيبيها لظروفها أحسن.
طالعته بعدم رضا حاولت ألا تظهره حتى لا ينزعج مأومأة برأسها أماما تمتمت معقبة
ليه يافاروق دة ابنك عمر ماحد هيخاف عليك زيه والله ولا حد هيخاف عليه قدك بس الفكرة أن افكاركم مش متفقة مع بعض.
تطلع بعيد عنها قليلا وربت فوق ظهرها بحنان
بلاش كلام دلوقتي عشان أنا عاوز أصالحك كنت قاعد اليومين دول والله حاسس أن يومي كله ناقص من غيرك.
شعرت بالسعادة والرضا من حديثه بالرغم من أنه لا يتحدث هكذا معها كثيرا لكنها عالمة جيدا بمدى حبه الشديد لها وتفضيله لها عن الجميع دوما يؤكد لها ذلك في أفعاله..
تطلعت رنيم نحو هاتفها الذي لم يتوقف لحظة واحدة محسن يكرر إتصاله عليها من أرقام مختلفة فهو قد تركها المدة التي حددتها له وهي لم تتصل عليه إلى الآن هي خائڤة من التحدث معه خائڤة مما سيقوله لها عندما تهاتفه رمقها جواد بدهشة متعجب تجاهلها لرنين هاتفها المتواصل فغمغم متسائلا بخشونة وجدية تامة
شوفي موبايلك هو مين اللي بيتصل كتير كدة.
شعرت بالتوتر وقد هربت الډماء من جسدها بأكمله وتمتمت پخوف مترددة في حديثها الذي خرج من فاهها بصعوبة شاعرة بثقل كبير فوق قلبها
م.... مفيش... مفيش حد مهم عادي.
علم بمهارته ودهاء أنها تخفي شئ عنه فنهض بمكر متوجه نحو الشرفة الخاصة بالغرفة مدعي إنشغاله في أمر هام أمامه.
اسرعت ملتقطة هاتفها مستغلة عدم وجوده معها مقررة أن تغلقه تماما ليطمئن قلبها قليلا لكنها فكرت أن ظنون جواد ستزداد حولها أكثر بعد تصرفاتها المريبة الحمقاء التي تحدث نتيجة ضغط متواصل عليها.
لم تجد حل سوى أن تجيب عليه وتترجاه ألا يكرر اتصاله الآن التفتت حولها بتوتر للتتأكد من عدم وجود جواد حولها وأنه لازال في الداخل بقلب سيتوقف من سرعة ضرباته الخائڤة وأجابت عليه بنبرة مرتعشة خائڤة
ا...الو يامحسن عاوز إيه دلوقتي مينفعش تتصل دلوقتي
17  18  19 

انت في الصفحة 18 من 29 صفحات