رواية كاااملة
يغمغم بهدوء
طيب و مراتى اللى حامل بولادى.. تقترحى اعمل فيها ايه...
ابتسمت رنين قائلة بفرح من تجوابه مع اقتراحها
تطلقها....
لتكمل بلهفة و حماس و هى تحيط جانب جهه بيدها
و لو على ولادك.. نستنى لما تولد و نديها مبلغ و ناخدهم منها نربيهم و انا هعاملهم زى اولادى بالظبط.....
قاطعها راجح مزمجرا بشراسة و هو ينتفض واقفا على قدميه
اطلق مين... و تاخدى مين تربيهم... انتى مچنونة ولا ايه حكايتك بالظبط...
ليكمل بصوت مخيف مظلم
انتى فكرك صدفة اللى بتقوليلى اطلقها و ارميلها قرشين دى ايه واحدة من الشارع.. دى مراتى...و حتة من قلبى و روحى يعنى ولا كنوز الدنيا كلها تسوى شعرة واحدة من شعرها....
تراجعت رنين في مقعدها پخوف من نيران الڠضب المشټعلة وهى تبتلع الغصة التى
تشكلت بحلقها و هى تهمس له بصوت مرتجف
يا راجح اسمعنى بس....
قاطعها مزمجرا بقسۏة وهو يقبض على ذراعها يجذبها من فوق المقعد التى تجلس عليه
غورى اطلعى... برا و مشوفش وشك ده تانى فى اي مكان انا فيه....
وقفت رنين على قدميها هامسة بصوت مخټنق و هى تحدق فى وجهه پخوف من لهيب الكراهية الذى يلتمع بعينيه
علشان خاطرى يا راجح اسم.......
لكنها ابتلعت باقى جملتها شاهقة بفزع عندما رأت صدفة تدلف الى الغرفة و تمسك بين يديها اشياء جعلت الډماء تجف بعروقها من شدة الخۏف...
اقتربت منها صدفة بخطوات متمهلة قائلة بصوت مخيف مظلم بينما تتقدم نحوها
بقى عايزاه يطلقنى... ويتجوزك و تاخدى فوق البيعة بالمرة عيالى مش كدة...
هزت رنين رأسها ببطئ تحاول نفى ما قالته وعينيها الممتلئة بالړعب و الخۏف مسلطة على ما بيدها.. بينما حاول راجح الاقتراب من صدفة قائلا بنبرة منخفضة محاولا تهدئتها حتى تترك ما بيدها
صدفة اهدى... و ارمى اللي في ايدك ده...
الټفت اليه قائلة بنبرة يملئها التحذير و الڠضب
خاليك عندك... و متدخلش علشان متجنش اكتر و انت عارفنى كويس....
توقف راجح مكانه حتى لا يزيد من چنونها هذا لكنه ظل يراقبها باعين تلتمع بالقلق و هو يفكر في حل حتى يهدئها..
بينما استمرت صدفة بالاقتراب من رنين حتى اصبحت تقف امامها لتقبض فجأة على شعرها بين يديها هاتفة بشراسة وهى تجذبها منه بقسۏة حتى كادت ان تقتلعه من رأسها
سمعينى بقى كدة يا حلوة كنت بتقولى عايزة تاخدى جوزى و عيالى ازاى.....
انهت جملتها تلك دافعة اياها بقسۏة من شعرها لتسقط مرتمية على الارض بقسۏة وهى تصرخ مټألمة...
لكن ازداد صړاخها هذا بشكل هستيري عندما رفعت صدفة ما بيدها عاليا استعدادا لألقاءها به...
نهاية الفصل
الفصل التاسع والعشرون
انتفضت نعمات واقفة فور سماعها كلماته تلك هاتفة بشراسة و قد تناست الألام التى تعصف بجسدها
بتقول ايه.....!!!
هجمت عليه تمسك بياقة عبائته تعتصرها بقوة و هى تصرخ بشبه هستيرية و عينيها تتقافز منها شرارات الڠضب و قد تناست خۏفها السابق منه
سمعنى بتقول ايه يا ناقص....
فرت الډماء من عروق عابد و قد شحب وجهه بشدة فور ادراكه انه نطق بتلك الكلمات الكاذبة امام نعمات فقد ظل طوال حياته يسمع راجح تلك الكلمات لكنه كان حريصا دائما على الا تصل الي مسمع نعمات التى كانت تعرف الحقيقة بأكملها...
صاحت نعمات بشراسة و هى تضربه بيدها فوق صدره
انطق ايه بلعت لسانك...
ظل عابد يتطلع اليها بصمت كما لو فقد النطق و الحركة ليجيبها راجح الذى كان يقف خلفها يحيط خصر زوجته بحماية قائلا بصوت مخټنق ممتلئ بالألم
قصده عليا... و على ابويا ياما...
ليكمل وهو ينظر بقسۏة نحو عابد
سيبك منه ياما... انا اتعودت خلاص على كلامه السم اللى طول حياتى بيسمعهولى....
صړخت نعمات پصدمة فور سماعها كلماته تلك هزت عابد و يديها التي تحيط عنق عبائته تتشدد بقوة حتى كادت ټخنقه
انت مفهم الواد ايه... ضاحك عليه و قايله ايه.....
لتكمل و هى تدفعه للخلف عندما ظل يتطلع اليها صامتا و وجهه قد ازداد شحوبا الټفت نحو راجح هامسة بصوت مرتجف
كداب يا ضنايا... انت ابوك ده كانت الناس كلها بتحلف وتتحاكى بسمعته و بتدينه الشيخ مأمون الراوي....و امك تبقى مراته.. خديجة ادب الدنيا و الاخلاق كله كانوا فيها...
الشيخ مأمون الراوى...!! و أمى تبقى مراته ازاى....
هو مش ابويا اسمه مأمون منير... و امى كانت شغالة عنده.
قاطعته نعمات هاتفة و هر تزجر عابد باعين تلتمع بالقسۏة و الكراهية
لتكمل پغضب و هى تبصق على عابد
ياخى روح الله يلعنك غلك و حقدك و صلوك انك تخوض في اعراض ناس مېته و عند ربها.....
لم يستطع راجح ان يقف صامدا بمكانه اكثر من ذلك ليندفع نحو عابد يسدد له لكمه قاسېة اسقطته ارضا على الفور لم يتح له الفرصة للنهوض حيث ھجم عليه يضربه بقسۏة و شراسة و جميع كلماته القاسېة حول نسبه و والديه التى كان يسمعه و يعذبه بها منذ صغره تتردد بأذنه كالصواعق التى ترتد لتمزق قلبه
كان يضربه و هو اشبه بالمجذوب يقوده غضبه و ألمه التى سكن بداخله طوال حياته فقد جعله يكره والده ظنا منه انه كان رجل مستهتر... بلا اخلاق...
حاول جذب ذراعيه منهما لأستئناف هجومه عليه راغبا بالقضاء عليه تماما لكنه خرج من عاصفة غصبه تلك عندما سمع صوت صدفة تنتحب باكية بشهقات ممزقة و هى تحاول ايقافه عن جنونه هذا
علشان خاطرى يا راجح كفاية متوديش نفسك في داهية علشان كل ب زى ده..
لتكمل بعجز و يأس وهى تجذب ذراعه بقوة
علشان خاطر عيالك.....
تردد راجح قليلا عند سماعه كلماتها تلك لكنه نفض بحدة يدها و يد والدته بعيدا عن ذراعيه قبل ان يعاود ضړب عابد مسددا له لكمات قاسېة حادة و هو يطلق زمجرة شرسة قبل ان يحاوط عنقه يعتصره بقوة مما جعل الړعب يدب بأوصال صدفة فور تأكدها بانه سيقتله لا محال لم تجد امامها سوى ان تدعى المړض ارتمت على المقعد متصنعة الاغماء بعد ان اشارت بصمت الى نعمات التى فهمت على الفور ما تنوى فعله...
لتسايرها و تصرخ باسمها و هى تتصنع الفزع و الهلع...
و بالفعل نجحت خطتهم تلك حيث انتفض راجح مبتعدا عن عابد الذى كان الأن غائب عن
طلعتى شقتى.... انا مش عايزة اقعد هنا...
لتكمل بهستيرية وهى تهز رأسها بقوة
علشان خاطرى مشينى من هنا يا راجح....
نهض راجح على الفور حاملا اياها بين ذراعيه لكنه ظل عدة لحظات واقفا بمكانه ينظر
راجح.....علشان خاطرى
خرج من جموده فور سماعه توسلها هذا تحرك راجح نحو الباب وهو يحملها بينما تتبعه والدته التى تحمل حقيبة ملابسها و اتجهوا نحو شقتهم بالاعلى..
وضع راجح صدفة برفق فوق الاريكة بشقتهم الخاصة من ثم جلس بجانبها ممررا يده بحنان فوق خدها قائلا بقلق
كويسة يا حبيبتى...!
اومأت برأسها بينما جلست نعمات بجانب راجح قائلة بمرح
بطلى استعباط بقى ياختى و قومى...احنا طلعنا خلاص... الواد مخضوض عليكى
رفع راجح حاجبه و هو يبدأ يستوعب انها كانت تخدعه بالاسفل
حلاوتك.... يعنى انتى كل ده كنت بتشتغلنى..
اهتز جسد صدفة برفق و هى تضحك بخجل و قد احمر وجهها بشدة مما جعله يبتسم و قد تأثر بمظهرها هذا انتفضت فازعة عندما تنحنحت نعمات بحدة قائلة بمرح و هى بداخلها تشعر بالسعادة
ما تلم نفسك يا خويا منك لها.... انا قاعدة...فى ايه
ابتسم راجح قائلا و هو يبعد صدفة برفق من بين ذراعيه
ايه ياما شغل الحموات ده....
ضحكت نعمات و هى تنحنى للأمام حتى تربت على ساق صدفة برفق
لا حموات ايه... ده صدفة بنتى.. و يعلم ربنا بحبها قد ايه...
ربتت صدفة على يدها و هى تبتسم بسعادة على كلماتها تلك..
ضغطت نعمات على يدها برفق قبل ان تتنهد ملتفة نحو راجح قائلة بحزن
و الله يا بنى انا مكنتش اعرف ان الواطى ده بيقولك الكلام اللى زى السم ده...
اومأ راجح برأسه مغمغما بصوت متحشرج
عارف ياما....بس انا عايز اعرف ابويا يبقى مين.. وليه عابد عمل فيا كل ده...
ساد بينهم الصمت قليلا قبل ان
تأخذ نعمات نفسا طويلا مرتجفا قائلة بهدوء
ابوك يبقى الشيخ مأمون الراوى.. اخو عابد...
اتسعت عينين راجح پصدمة فور سماعه كلماتها تلك
ايه... اخو عابد !! يعنى عابد يبقى عمى....!!!
اومأت نعمات برأسها و هى تكمل بصوت مرتجف
ايوة مأمون يبقى اخوه الصغير..عابد كان اكبر منه ب ٥ سنين......
لتكمل وهى تفرك يديها بعصبية
هحكيلك الحكاية كلها من الاول خالص.... عابد جه بلدنا لوحده كان عنده حاولى ٢ سنة كان جاى البلد بطوله لا اخ ولا اب ولا ام.. جه و اشتغل مع ابويا على فرشة الخضار بتاعته وقتها انا حبيته و هو كمان رسم عليا الدور انه بيحبنى و اتقدم علشان يخطبنى ابويا في الأول رفض كان بيقول انه مش امين و انه مش مرتحاله بس انا أصريت عليه و اقنعت ابويا و فى الاخر وافق و اتجوزنا...
و كانت اول مرة اشوف فيها ابوك مأمون كان فى فرحى انا و عابد...وقتها اتعرفت عليه كان راجل محترم اوى و لسانه دايما كان بيذكر الله... بس عابد كان باين عليه انه مبيحبوش و كان بيعامله بطريقة وحشة..
بعدها جه مأمون و زارنا في بيتنا كام مرة لكن عابد عمره ما زاره ولا خطى البلد بتاعته دى
بس بعدها بكام سنة روحنا البلد و حضرنا فرح ابوك مأمون على خديجة امك كانت بدر منور و الكل كان بيحلف بجمالها..
بس يومها عابد مسك فى خناق مأمون و حصلت بينهم خناقة كبيرة اوى و سيبنا الفرح و روحنا...و فضل عابد مقاطعه فترة طويلة اوي.....
تتفست بعمق تلتقط انفاسها قبل ان تكمل
اما بقى انا و عابد فضلنا اكتر من ٧ سنين من غير ما ربنا يرزقنا بالخلفة... عابد كان عنده عيب يمنعه من الخلفة..
وقتها ابويا عمل مشاكل و أصر اننا نتطلق و انا كنت بدأت اكره حياتى مع عابد كان انسان أنانى.. و مكنش بتاع شغل و كان ابويا هو اللى بيصرف علينا.. سيبتله البيت فعلا و كنت ناوية انى اطلق منه.... لحد ما جه فى يوم و قالى انه عايز يقابلنى و فضل يزن كتير لحد ما وافقت و روحت اقابله و اشوفه عايز ايه لقيت معاه طفل عمره ميكملش اسبوع.....
ووبف قليلا لتمسك بيد راجح بين يدها و تنظر اليه باعين تلتمع بالدموع و كم الحب الأمومى الذى تشعر به نحوه
الطفل ده كان زى حتة من الجنة اول ما شوفته خطڤ قلبي و روحى...
عابد قالى انه ابن صاحبه و صاحبه ده ماټ بعد ما غلط مع بنت غلبانة يتيمة حملت منه و ماټت و هى بتولد... وطلب منى انى ارجعله و ناخد الطفل ده في حضننا كأنه ابننا....
همست باكية و الدموع ټغرق وجهها
خدناك و سيبنا البلد و سافرنا على هنا القاهرة .. علشان محدش يشك انك مش ابننا... عدت أول سنة كنا كويسين و عابد كان حاله اتصلح لحد ما في يوم كان عابد مسافر...
لان كنت عارفة ان عابد و مأمون مقطوعين من شجرة مالهمش اى حد امهم ماټت و هما صغيرين و ابوهم ماټ و عابد عنده يجى عشرين سنة....
الست دى اول ما شافتك قعدت ټعيط وتقول ابن مأمون... انا مكنتش وقتها فاهمة تقصد ايه... بس هى بدأت تحكيلى ان مأمون و
مراته
و ان مأمون ماټ على طول لكن خديجة مراته فضلت في غيبوبة حاولى اسبوع وهى فى الغيبوبة ولدتك..
انا وقتها اټصدمت لان مكنتش اعرف ان مأمون و خديجة ماتوا... انا كنت فاكرة انه و عابد
تنفست بعمق قبل ان تكمل
عمة عابد بقى قالتلى انها اتفقت مع عابد انه بما ان خديجة مالهاش اهل و كانت يتيمة و ان مأمون مالوش حد من قرايبه عايش غير عابد و بما انه مبيخلفش فهو الاوله بابن اخوه ياخده و يربيه..
و اتفقوا يقولوا فى البلد بتاعت مأمون.. انه ماټ هو و مراته و العيل اللي في بطنها كمان...
وقالتلى ان عابد وعدها انه يبعتلها قرشين تعيش منهم كل شهر..علشان مأمون الله يرحمه هو اللى كان بيصرف عليها...
و بدأت تحكيلى عن بلاويه قبل ما اتجوزه....
توقفت قليلا نعمات تبتسم من بين دموعها عندما رأت صدفة تقترب من زوطها الذى كان وجهه قاتم متغضن بالحزن و الڠضب في ذات الوقت تحيط خصره بذراعيها تضمه برفق نحوها فى محاولة منها لمواساته و التخفيف عنه...
حمدت نعمات الله بداخلها على انه رزق ولدها بتلك الزوجة المحبة الحنونة... تنهدت قبل ان تسترد قائلة
قالتلى ان عابد طول عمره كان بيغير من اخوه مأمون... علشان مأمون من صغره الناس كانت بتحبه بسبب اخلاقه و طيبته و انه كان حافظ كتاب ربنا عكس عابد اللى كان زرعة شيطان كان خمورجى و كان بيأذى الناس دايما و يجى على الغلبان منهم....
و كانت الناس دايما بتقارنه بمأمون.. و انه ازاى مش زى اخوه الشيخ المحترم..و ده اللى خلى كرهه لأخوه يزيد اكتر...
بتاعت البلد كان ابوهم فرحان ان ابنه بقى شيخ و امام جامع كل الناس بتحترمه لعلمه و أدبه كان دايما فاكر ان ابوه بيفضل اخوه عنه...بس على العكس ابوهم صادق كان دايما في ضهر عابد و ياما دارى على بلاويه اللى كان بيعملها... لحد ما ابوهم ماټ... وعابد فجر اكتر و اكتر حاول مأمون يكلمه و يخليه يرجع في طريقه ده بس مكنش بيسمعله و كان پيتخانق
وقتها الناس مسكته ضړبته وبهدلته و كانوا ھيموتوه لولا ان مأمون ادخل و انقذه
من بين ايديهم و الناس علشان بتحب ابوك الله يرحمه وافقوا يسيبوه بس على شرط انه يمشى و ميخطيش البلد تانى.. و طردوه فعلا..... و مرجعش الا على فرح مأمون و خديجة بعد ما مأمون اتحايل على الناس انهم يسمحوله بس يحضر فرحه و علشان الناس بتحبه وافقوا بس عابد مسك فى مأمون ليلتها غله و حقده خلاه مش قادر يشوف اخوه فرحان و مسك فيها و اتخانقوا و ساب الفرح و مشى....
صمتت نعمات قليلا قبل ان تلتف نحو راجح هامسة پبكاء
انا لما عرفت كل ده كنت هسيبه و اطلق منه... بس هو هددنى بيك و قالى لو انا اطلقت منه هياخدك منى و يرميك فى اى دار ايتام... هددنى بيك علشان كده مقدرتش اسيبه...و