رواية كاااملة
اثناء
غسلها الا انه يبذل اقصى جهده رافضا محاولاتها لمساعدته مصرا على ان تستريح تماما
رفعت يده طابعة قبلة حنونة عليها مغمغمة بشغف و عينيها ممتلئ بالامتنان والحب
ربنا يخاليك ليا يا حبيبى انا عارفة ان كل ده كتير و صعب عليك
و يخاليكى ليا و يديمك نعمة فى حياتى يا صدفة اى حاجة في الدنيا دى ممكن استحملها الا انك تبعدى عنى تانى
قفز قلبها بداخل صدرها پعنف فور سماعها كلماته تلك طبع قبلة اخيرة على جبينها قبل ان يستقيم و يتجه نحو باب الغرفة مغادرا
خرج راجح من غرفة صدفة و اتجه نحو غرفة الاستقبال يشعر بالثقل و الانهاك ارتمى فوق الاريكة مخرجا من جيبه حافظة نقوده
التى قام بتفريغ جميع محتوياتها علي الاريكة بجانبه اخذ يعد النقود التى معه
زفر بحنق و هو يفرك وجهه بعصبية فقد بدأت الاموال تنفذ منه و لم يعد معه الا القليل
فقد كان يحاول ان يقتصد قدر امكانه لا يأتي الا بالضروريات مثل ادوية صدفة و الطعام اللازم لاستعادتها صحتها
فقد كان يأتي بالطعام الذى يكفيها هي فقط بينما هو يكتفى بأكل اي شئ يسد جوعه فالاموال التى معه لن تكفيهما معا
لا يعلم ماذا يفعل و المال بدأ ينفذ منه فكيف سيهتم بصدفة خاصة زيارتها للطبيب اسبوعيا تتطلب مبلغ و قدره
فرغم علمه انه لن يستطع العمل الا بالوظيفة التي مارسها منذ ان كان مراهق لم يبلغ السبعة عشر عاما الا انه اخذ يبحث عن اى وظيفة يمكنه من خلالها الانفاق على زوجته
تشدد وجهه پغضب فور تذكره اليوم الذي ذهب به الي الوكالة حتي يسترد حقه من عابد الراوي فقد منعه من دخول الوكالة حيث استأجر عدة رجال لكى يمنعوه من دخول الوكالة فقد علم انه بالبداية طلب من عمال الوكالة القيام بهذة المهمة لكنهم رفضوا تنفيذ امره هذا مما جعله يستأجر بلطجية مرتزقة حاوطوا انحاء الوكالة
و عند ذهابه الى هناك تصادم معهم لكنهم غلبوه حيث كانوا اكثر منه عددا مما جعله يغادر و انتظر عابد اسفل المنزل و عند قدومه تشاجر معه لكنه احتمى بالبلطجية الذين اصبحوا يرافقونه بكل مكان
ومنذ ذلك اليوم اخذ يبحث عن عمل اخر حتى يجد حل مع عابد حتى انه اضطر الى عرض سيارته للبيع لكنه لم يجد لها مشترى حتى الان
فرك وجهه بقوة محاولا تهدئت ذاته فسوف يجد حل بالتأكيد
تنهد قبل ان ينحنى ويلتقط شطيرة فول من الصحن الموضوع فوق الطاولة فهذا كان طعامه طوال الفترة الماضية
اخذ يأكل و هو يفكر في حل لما هو به فلم يعد معه سوا سبعون جنيها لن تكفى شئ من الالتزامات التى عليه
في ذات الوقت
كانت اشجان جالسة على الفراش تدلك قدم عابد الذى كان ېدخن من الشيشة التى بجانب الفراش قائلة بمكر
قولت ايه يا عابد موافق
ربت عابد على ذراعها قائلا
اهدى يا اشجان متبقيش حامية اوى كدة بعدين اكتبلك ازاى محل باسمك انت عايزة الناس تاكل وشى
هتفت اشجان بحدة و هى تنزع يده من فوق ذراعها
و الناس تاكل وشك ليه ان شاء الله بقي
ارتشف عابد من كوب الشاى الذى بيده قبل ان يجيبها
علشان كله عارف ان المحل ده بتاعى ازاى في يوم
و ليلة يبقي بتاعك
وضعت يدها فوق خده تدير وجهه اليها في محاولة منها لجذب انتباهه
قول انى اشتريته منك
ضحك عابد قائلا بسخرية
اشتريتى ايه يا اشجان اشتريتى محل يدخله في 2 مليون جنية هنضحك علي بعض ما كله عارف انك متملكيش جنية
انتفضت واقفة مبتعدة عنه هاتفة پغضب
قصدك ايه يا عابد بالظبط لا بقولك اتكلم عدل معايا
زفر عابد بحدة و قد تجهم وجهه پغضب مما جعلها تخفض صوتها مغيرة من طريقتها فور ادراكها انها اغضبته همست پبكاء
خلاص يا عابد مش عايزة حاجة خالينى كدة ضهرى مكشوف و اللى يسوى و ميسواش يبيع و يشترى فيا
انهت جملتها منفجرة في بكاء مصطنع ډافنة وجهها بين يديها مما جعل عابد يزفر بحدة قبل ان
يمسك بذراعها جاذبا اياها بجانبه مرة
اخرى عاقدا ذراعه حول كتفيها
بتعيطى ليه دلوقتى
ليكمل باستسلام قبل ان يغمغم پحده و هو يفرك وجهه
خلاص يا اشجان هعملك اللى عايزاه
اتسعت شفتيها في ابتسامة واسعة هاتفة بفرح فور سماعها كلماته تلك
بجد بجد يا عابد
جذبها عابد من يدها لتصطدم بصدره
ايوة بجد يا روح عابد
يخاليك ليا يا سيد الرجالة
لتكمل و هى تنهض من فوق الفراش غامزة له بعينها
ما اقوم اعملك طاجن كوارع يرم عضمك
انهت جملتها متجهة نحو الباب
ضحك عابد هاتفا من خلفها
متنسيش ورق العنب معاه يا شوشو
اجابته اشجان هاتفة من الخارج
عينيا
ابتسم عابد متناولا مرة اخرة الشيشة جاذبا نفسا عميقا منها عندما صدح هاتفه برنين قصير دلالة على وصول رسالة اليه تناول هاتفه و هو يسعل بصوت متحشرج غليظ فتح الرسالة لكن ما ان رأى محتواها اختفت الابتسامة عن وجهه و قد تغضن وجهه پغضب و التمعت عينيه بقسۏة تسارعت انفاسه و احتدت بشدة شاعرا كأن ستار اسود من الڠصب يعمى عينيه هاتفا بشراسة
اها يا ولاد الك لب
القى الشيشة من يده منتفضا واقفا متناولا ملابسه و ارتداها مسرعا قبل ان يتجه نحو باب الشقة مغادرا كما لو الشياطين تلاحقه
خرجت صدفة من غرفة النوم وهى تحمل صينية الطعام الخاص بها حتى تجلس مع راجح بغرفة الاستقبال فقد ملت من الاستلقاء بالفراش
لذا قررت النهوض و تناولها الطعام اثناء مشاهدتها للتلفاز مع راجح
لكن تسمرت قدميها فور ان دلفت الى الغرفة و رأت راجح يجلس على الاريكة يتناول الطعام
تقدمت نحوه قائلة بلوم
اخص عليك يا راجح لما انت لسه ماكلتش بتقولى كلت ليه وسبتنى اكل لوحدى
لكنها ابتلعت باقى جملتها عندما رأته ينتفض في مكانه مرتبكا كما لو تفاجئ بوجودها وقعت عينيها على شطيرة الفول التى بين يديه والصحن الذى امامه و به اثنين من الشطائر اقتربت منه قائلة بارتباك
بتعمل ايه يا راجح بتاكل فول ليه !
وضع راجح الشطيرة من يده قائلا بتلعثم
ابدا اصل زهقت من الفراخ و اللحمة فقولت اجيب ساندوتشات فول النهاردة
شعرت صدفة بان هناك شئ خطأ يظهر من ردة فعله عندما انتفض فور سماعه صوتها و محاولته لتخبئت تلك الشطائر عنها مررت عينيها من حوله بحثا عن شئ يستدعى ان يبدى ردة فعله تلك
وقعت عينيها على حافظة نقوده و النقود الملقاه بجانبه على الاريكة
وضعت صينية الطعام من يدها على الطاولة قبل ان تتجه نحوه و تلتقط تلك الاموال و تقوم بعدها تحت نظرات راجح المرتبكة لتجدها لم تتجاوز المائة جنية انحنت لتلتقط محافظة النقود حتى تبحث عن مال اخر بداخلها و قد بدأت تستوعب ما يحدث لكن اسرع راجح بالتقاطها قبلها قائلا بحدة وهو يحاول ابعادها عنها
في اية يا
صدفة عايزة ايه !
اختطفت الحافظة من يده و ادارت ظهرها له سريعا عندما حاول جذبها منها لتشعر بالبرودة عندما تحققت من ظنونها فقد كانت بالفعل الحافظة فارغة
رفعت عينيها هامسة بصوت مخټنق
لما انت مش معاك فلوس كان لازمته ايه تصرف عليا كل ده
غمغم بخشونة و عصبية مفرطة
و انتى مين قالك بقى انى مش معايا فلوس
هتفت صدفة بحدة مقاطعة اياه
متكدبش عليا يا راجح
لتكمل و هى تلقي الحافظة بجانبه مشيرة بيدها نحو الطعام الذى على الطاولة
بقي عمال تاكلنى في فراخ و لحمة و خضار و فاكهة اشكال والوان و انت بتاكل في فول و طعمية
غمغم بمرح وهو يلوي شفتيه في شبه ابتسامة محاولا التخفيف من الامر
طيب و ماله الفول و الطعمية طيب والله احلى من اى اكل
شعرت صدفة بالذنب يعصف بها فقد امضت الايام الماضية تتنعم بتدليله لها و لم تفكر فيما فعله بعد ان طرده والده من العمل و لا من اين اتى بالمال ض وهى تحاول كتم شهقات بكائها لكنها فلتت منها منكسرة
بتعيطى ليه بس يا حبيبتى دلوقتى
اء
الدنيا مزنقه معايا الفترة دى اها مزنقه معايا بس ربك هيفرجها من عنده متخفيش
رفعت وجهها من فوق صدره هامسة من بين شفتيها التى كانت ترتجف پقهر
بس انا حاسة بالذنب انت شلت فوق طاقتك بسببى
قاطعها بنبرة متحشرجة و هو ينظر الي عينيها الملتمعة بالدموع
ذنب ايه بس يا حبيبتى ليه هو انتى اللى طردتينى من الشغل و لا كلتى حقى
لو عايزة تريحينى و تخففى عنى يبقى تاخدى بالك من نفسك و من ولادنا
انتوا اغلى و اهم حاجة في حياتى كل حاجة ممكن تتعوض الا انتوا
ثوانى بس يا حبيبى
افلت صراحها و شاهدها و هى تغادر الغرفة من ثم عادت بعد عدة دقائق جالسة فوق ساقيه مرة اخرى امسكت بيده من ثم وضعت مبلغ من المال به
غمغم راجح بارتباك و هو يتطلع الى المال الذى بيده
ايه دول يا صدفة !
اجابته و هى تعقد ذراعيها حول عنقه مرة اخرى
دول 7 ألاف جنية
غمغم بحدة و هو ينظر للمال پصدمة
7 الاف ! جبتيهم منين
اجابته بهدوء وهى تمرر يدها برفق على ظهر عنقه
فاكر ال ألاف اللى كنت ادتهوملى قبل جوازنا علشان اجيب اى حاجة نقصانى انا مكنتش صرفتهم و كمان كنت بحوش المصروف اللي كنت بتدهولى لنفسى كل اول شهر خدهم فك بيهم زنقتك
اعاد المال اليها مرة اخرى قائلا بحدة و صرامة
مش هاخد حاجة يا صدفة دى فلوسك
وضعت يدها فوق فمه تمنعه من تكملة جملته قائلة
لا دى فلوسك و لو حتى فلوسى انا و انت واحد
لتكمل نازعة يدها من فوق فمه مسندة جبينها فوق جبينه
خدهم يا حبيبى و فك زنقتك و اعتبر ده علشان خاطر ولادنا و زى ما انت مش عايز حاجة في الدنيا دى غيرنا انا كمان مش عايزة غيرك و لا مال الدنيا كله يسوى شعرة واحد منك
علشان خاطرى يا حبيبى
تنهد راجح باستسلام مغمغما بالموافقة مما جعلها ترفع رأسها مبتسمة باشراق و سعادة جعلت ضربات قلبه تتقافز پجنون انتفض واقفا بفزع و هو يحمل صدفة بين ذراعيه عندما صدح بالارجاء صوت صړاخ حاد مرتفع يأتى من الخارج جعل قلب راجح يكاد يتوقف من شدة الفزع
نهاية الفصل
الفصل السادس والعشرون
انتفض راجح واقفا بفزع و هو يحمل صدفة بين ذراعيه عندما صدح بالارجاء صوت صړاخ حاد مرتفع يأتى من الخارج جعل قلبه يكاد يتوقف من شدة الفزع.
خفض صدفة على قدميها قائلا بصرامة و هو يتجه نحو باب الشقة
خاليكى هنا... و اقفلى باب الشقة عليكى كويس....
ركضت خلفه محاولة اللاحق به مما جعله يستدير اليها هاتفا بحدة و قد تغضن وجهه پغضب
مش قولتلك خاليكى مكانك......
غمغمت صدفة بينما تتقدم نحوه
مش هينفع اسيبك لوحدك.......
زفر راجح بحدة بينما يلتقط المفتاح المعلق على الحائط ثم خرج و اغلق عليها من الخارج بالمفتاح حتى لا تستطع الخروج...
هبط الى الاسفل و صوت الصړاخ يتعالى اكثر و اكثر فتح باب شقة والديه بمفتاحه الخاص و انطلق نحو البهو حيث كان الصړاخ يصدر من هناك..
لكن تجمدت قدميه عندما وجد هاجر ملقية على الارض بوجه متورم ملئ بالكدمات بينما عابد يقف فوقها وبين يديه سکين حاد يهددها به اندفع راجح نحوه على الفور يجذبه من ذراعه عندما رأهبه صړخ به راجح وهو يمسك بيده
بتعمل ايه..... سيب اللى فى ايدك ده
صړخ به عابد و هو يدفعه بعيدا بقسۏة
اوعى.....و ابعد ايدك دى....
لم يتزحزح راجح من مكانه حيث ظل يقبض بقوة على يده رافضا تركه
استهدى بالله... و سيب اللى في ايدك ده.... بعدين هى عملت ايه لكل ده
التف اليه عابد مزمجرا بشراسة و هو يحاول جذب يده من قبضة راجح المحكمة حوله
و انت مالك.. ايه دخلك.. بنتى و بربيها... غور من هنا انا مش ناقصك...
انهى جملته جاذبا يده بقوة مما تسبب بجرحه...
تراجع عابد الى لخلف و عينيه ملتمعة بالصدمة فور رؤيته ما تسبب به..لكنه تدرك الامر هاتفا بقسۏة
شوفت شوفت... بغبائك عملت ايه.. اطلع برا الحكاية مش نقصاك....
ليكمل بشبه هستيرية و هو يلقى من يده لتسقط على الارض..
مش انت واقف ... اتكل على الله بقى... يلا دى حاجة عائلية ايه حشرك بنا....
تصلب وجه راجح پغضب عاصف ضاغطا بقوة على الچرح الذى بذراعه وهو يقاوم الرغبة الملحة بداخله پتمزيق وجهه..
فى هذا الوقت دلفت نعمات التى كانت بالخارج و عادت للتو راكضة نحوهم هاتفة بفزع فور رؤيتها لهاجر الملقية على الارض تبكى بصوت مرتفع صاخب
في ايه.... مالها هاجر...
لتكمل ضاربة يدها فوق صدرها بفزع فور رؤيتها للدماء المنسابة من ذراع راجح
ايه اللى عورك كده...فى ايه يا راجح ايه حصل....و هاجر مالها
اخذ راجح يتطلع اليها بصمت عدة لحظات و يده تقبض على الچرح بذراعه
اسألى الحاج عابد و هو يقولك....دى حاجة عائلية ماليش فيها
ثم تركها و التف مغادرا المكان بهدوء لتلتف نعمات الي عابد هاتفة بهلع و هى تتجه نحو هاجر
فى ايه يا عابد... ما تفهمنى فى ايه البت مالها!
انهت جملتها صاړخة عندما امسك بذراعها جاذبا اياها بعيدا يمنعها من الوصول الى ابنتها
ابعدى عنها و متقربلهاش.....
ليكمل وهو يتجه نحو هاجر التى زحفت الى الخلف پخوف عندما رأته يقترب منها قابضا على شعرها بقسۏة مما جعلها تصرخ منتحبة
و الله يا بابا ما عملت حاجة غلط... الصورة دى متركبة.... و الله مش انا... مش انا.......
و هو ېصرخ بها بشراسة
اخرسى يا بنت مسمعش صوتك......
اخذت تصرخ بانها ليست هى لكنه لم يستمع اليها حيث اخذ يصف اياها
تحت نظرات نعمات التى اخذ جسدها يرتجف باكية و هى لا تسوعب ما يحدث غير قادرة على التدخل خوفا من غضبه...
قبض عابد على شعر هاجر مرة اخرى يجرها منه جرا على الارض لتلحق به نعمات التى لم تعد تستطع ان تظل صامتة على ما يفعله بأبنتها تصرخ عليه ان يدعها لكنه تجاهلها..و ظل يجرها من شعرها حتى وصل بها الى غرفتها دافعا اياها الى الداخل ثم اغلق الباب عليها بالمفتاح ملتفا الى نعمات التى كانت تقف منتحبة بشدة
بنت دى متطلعش برا الاوضة و لو طلعت عليا النعمة لادبحها.....و اډبحك فاهمة
اندفعت نحوه تمسك بعنق جلبابه تهزه بقوة وهى تصرخ باكية
بتعمل في البت كده ليه.... دى البت الحيلة.. انت ايه اټجننت..... ولا شارب حاجة...من البلاوى اللى بقيت بتطفحها
دفع