الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية براثن اليزيد بقلم ندا حسن

انت في الصفحة 25 من 55 صفحات

موقع أيام نيوز


تفتك بها وبابتسامتها البلهاء وتذكرت سريعا تلك المرأة التي كان يحدثها على الهاتف وقالت ربما هي تلك الخبيثة وضعت يدها أمام صدرها مرة أخرى وهي تنظر إليه منتظرة منه تعليق عما حدث ليتحدث هو بعد أن ابتلع ريقه وقد علم أنها ستريد محاولة أخرى ليرضيها
مروة مراتي يا ريهام ريهام صديقتي وماسكة كل شغلي يا مروة في القاهرة وجت علشان كان في حاجات مهمة في الشغل

نظرت إليها بعد أن تصنعت الابتسامة ثم قالت بهدوء مريب
أهلا بيكي
وقفت الأخرى أمامها بعد أن قدمها إليها يزيد نظرت إليها ببرود وخبث وثم أردفت قائلة متصنعة الدهشة
ما مراتك قمر أهي يا يزيد مش زي ما سمعت
نظرت إليه مروة بدهشة هل قال لها أنها بشعة ليس بها شيء جميل هل تحدث معها عنها نعم من أين ستعلم إلا منه هو هو من قال لها ذلك ليكسر كبريائها وكرامتها مؤكد هي صديقته منذ زمن أما هي زوجته فقط منذ بضعة أيام!!
عن اذنكم!..
سارت سريعا دون أن 
كلما أرادت أن تجعل هناك ذكرى 
لهم سويا تنقلب رأسا على عقب
لم يكن يريد أن يحدث ذلك وفي هذا الوقت بالتحديد! غير تفكيره بأنه لم يتحدث مع ريهام عنها إذا لما قالت ذلك هو قال أنه سيتزوج وثم قال أنه تزوج بالفعل ولأسباب عادية مثل أنها امرأة تصلح لأن تكون زوجته! يعلم تمام العلم أن الكلمات أثرها سيكون كبير على زوجته وإن لم يحدث أي شيء أقله ستقول أنه من قال ذلك

عنها! ذكرها لصديقته بالبشعة أو أنها ليست جميلة كأي امرأة! يكاد عقله ينفجر بسبب كثرة التفكير فيما حدث فهو للتو قام ب مراضاتها بعد ما حدث أمس لتأتي هي وتخرب كل شيء هكذا في لمح البصر!..
رفع بصره إلى نافذة 
لم تنم بعد وتستمع إلى حديثه جيدا وتعلم ما الذي يريده هو ولكن فضلت الصمت فتحدث هو مرة أخرى بنفس تلك النبرة السابقة
أنا عارف إنك لسه صاحيه ممكن تقومي نتكلم شويه
أجابته وهي مغلقة عينيها بحدة وعصبية لم تستطيع السيطرة عليهم فهي قلبها مشتعل بسبب أفعاله هو فقط
آه لسه صاحيه بس هنام ومش عايزه أتكلم في حاجه ممكن تبعد بقى!
أخذ نفس عميق وصعد بكامل جسده على الفراش خلفها وتحدث بعد أن رتب حديثه الذي سيقوله لها حتى تقتنع
أنا عارف إنك زعلتي من كلامها بس هي أكيد مش قصدها صدقيني وطبعا أكيد بتقولي إن أنا اللي قولتلها كده بس وحياتك عندي ما حصل ولا اتكلمت معاها في شيء يخصك
فكرت لثواني هل تتحدث معه وتقول ما أرادت قوله أم تتركه هكذا وحده يعاني مثلما يفعل بها دوما وجدت نفسها تستدير له وتجلس أمامه على الفراش هاتفه بحدة وجدية
أنا بجد زهقت كل شويه تعمل حاجه أسود من اللي قبلها وتيجي تعتذر بس بجد لأ يا يزيد لأ مش كل مرة بقى الله
لم يستمع إلى حديثها بل كان عقله وقلبه بمكان آخر وعينيه متواجده معهم بنفس هذا المكان انخفض الغطاء عنها لأسفل عندما جلست على الفراش ليظهر أمامه بسخاء ويظهر ذلك القميص ذو اللون الأسود الذي لا يخفي عنه شيء ويظهر بشرتها البيضاء بسبب تعاكس لونه الأسود معها سلبت منه عقله بجمالها ورقتها وحديثها وكل أفعالها الآن يتحدثون بشيء هام وهو ينظر إليها بهذه الطريقة! ماذا فعلت به هل سحرت له عند أحد الدجالين.
انخفض .. ناحيتها وهو مغيب الفكر كل ما أراده شيء واحد يضع عينيه عليه وما كاد أن يقترب منها ليأخذ ما أراد حتى دفعته هي بحدة
وهي تنظر إليه بدهشة شديدة متسائلة بجدية
أنت مسمعتنيش صح دماغك في مكان تاني كل مرة بتعمل كده.. هو أنت كل تفكيرك هنا
ابتلع ما بحلقه وأخذ نفس عميق مرة أخرى وزفره محاولا يهدأ نفسه عما في عقله الآن نظر إليها بتوتر وقال لها بمكر وهو يغمز لها بعينه
أنا آسف معلش أعمل ايه بس جمالك محيرني
ابتسمت بسخرية بعد أن اعتدلت أمامه في جلستها ليظهر جسدها أكثر ثم تحدثت متهكمة
جمالي مش جمالي ده اللي سمعت عنه الست صاحبتك
أخذ كف يدها عنوة بعد أن عاندته وسحبته منه ثم رفعه إلى فمه .. بحب معتذرا منها عما حدث
وقسما بالله أنت في عيني أحلى ست في الدنيا وحياتك عندي تاني أنا عمري ما قولتلها حاجه تخصك وهي أكيد مش قصدها معلش أنا آسف وبعدين يعني هو إحنا لحقنا كفاية بقى
نظرت إليه بتردد مرتبك لا تريد أن تستمع إلى حديثه وتتركه يفعل ما يحلو له في كل مرة سحبت يدها وسألته بجدية قائلة
مقولتليش ليه أنها جاية هنا
أجابها مبتسما بهدوء وهو يعلم ما الذي تريد أن تصل إليه بكل هذا
علشان نوفر على بعض دي تبقى ريهام صاحبتي في المقام الأول وبتشتغل معايا في المصنع وماسكه كل الشغل في غيابي يعني الفترة اللي قعدتها هنا دي كلها كانت هي اللي شايله كل حاجه ويوم ما سافرت كان في حاجات لازم أكون موجود وأنا اللي أمشيها.. النهاردة بقى ياستي هي كلمتني وكان في شويه ورق وحاجات عايزه تتراجع لازم أنا أشوفها قولتلها أني مش هعرف اجي قالت إنها هي اللي هتيجي تقعد يومين ونشوف كل حاجه سوا هنا... ها ارتحتي
سيطر الهدوء عليها وهي تستمع إلى كلماته لتعلم ما صلته بها وما الذي تريده وضعت يدها الاثنين أمام صدرها وتحدثت بتذمر
مش مرتاحة ليها
ضحك بشدة على حديثها وسارت ضحكاته في أرجاء الغرفة فنظرت إليه بحنق وضيق وضع يده على بطنه من كثرة الضحك قم تحدث بصعوبه قائلا
علشان غيرانه منها يمكن
أجابته بجدية تصنعتها عندما توترت من حديثه الصحيح والذي تريد مداراته عنه وأكملت حديثها متهكمة عنها
لأ أنا مش غيرانه منها بس هو كده وخلاص مشوكأنها مکبلة إياه حتى لا يستطيع أن يهرب منها..
قلبه يؤلمه بشدة عندما يراها تأمن له بهذه الطريقة يراها تعشقه وترى الأمان والسند به ولا تعلم ما الذي يفعله من خلفها قلبه يؤلمه عندما يرى نظراتها إليه ويتذكر أنه أول خيباتها هز رأسه پعنف ليطرد هذه الأفكار عن عقله الآن وليبقى معها.. معها هي فقط..
ابتسم بسعادة وهو يسترجع ذكريات أمس معها وزادت الابتسامة اتساعا وهو يتذكرها دون خجل تفعل ما يريده وما تريده وضع يده على أنفها يمرر إصبعه السبابة عليه بعبث ليجعلها تستفيق من النوم..
حركت رأسها بانزعاج و ضحك بشدة ثم تحدث بمكر
ايه هنفضل طول اليوم هنا

يعني ولا ايه.. لو عليا أنا مش ممانع على فكرة
أنزلت يدها مرة أخرى وتنفست بعمق بعد أن استمعت لحديثه أبعدت رأسها أيضا ووضعته على الوسادة لتقول وصوتها ناعس وكذلك ملامحها
خلاص قوم وأنا هنام شويه كمان
لأ قومي خلينا نفطر سوا
طب ما تنام شويه كمان
مرة أخرى ولكن على وجنتها أبتعد من جوارها رافعا الغطاء من عليه ثم التقط بنطالة من على أرضية الغرفة ليرتديه
لأ مش هينفع الوقت متأخر أصلا أهو يا مروتي
نظرت إليه بنصف عين وهو يرتدي البطال متذكرة لحظات أمس التي لم تعيشها إلا معه هو فقط ضحك بسخرية وهو يراها تنظر إليه بنصف عين أقترب منها بعد أن ارتدى البنطال وتحدث بخبث
مش كبرنا على الحاجات دي بقى
أخفت وجهها تحت الغطاء وهي تبتسم بسعادة ولا تريد أن تنظر إلى وجهه فهي حقا فعلت أشياء لم تكن تتوقع
أن تفعلها تركها أسفل الغطاء ثم دلف إلى المرحاض بهدوء رفعت هي وجهها ولم تراه سريعا أخذت قميصه من على أرضية الغرفة وارتدت إياه..
لم تفهم ما الذي قاله هل هو رآها قبل أن يعلم أنه سيتزوجها متى وأين فهي لا تذكر أنها رأته قبلا سألته باستغراب قائلة
أنا مش فاهمه أول ما شوفتك قولت دي ملاك عيون بلون البحر وشعر زي لون الشمس بالظبط مناخيرك حمرة من العياط.. . تعرفي يومها أنا نسيت أني هتجوز أصلا وكنت بفكر فيكي وبقول ياترى هي مين وشوفي بقى النصيب عمل فينا ايه لقيتك أنت في النهاية
سيطر الاندهاش على ملامحها تكاد تكذب حديثه هل حقا هو أحبها منذ هذه اللحظة أم فقط أعجب بها.. هل حدث ذلك من الأساس ورآها قبل أن يعلم أنها زوجته سألته باستنكار
ده بجد
ابتسم باتساع ثم تقدم من الدولاب وفتحه عبث قليلا في محتوياته ثم أخرج لها ذلك الوشاح الأزرق الصغير الذي قد نسته عندما كانت جالسة هناك رفعه أمام وجهها وتحدث بمرح
طب وكده هتصدقي ده الشال بتاعك
ابتسمت بسعادة وهي تأخذه من بين يديه نظرت إليه وقد كان وشاحها حقا واعتقدت أن الهواء أطاح به بعيدا عنها
ده بتاعي فعلا وأنا فكرته طار بسبب الهوا هو معاك من يومها
أومأ لها برأسه مبتسما ولكن ابتسامته ليس كعادتها بسبب ما يريد أن يقوله لها سألها قائلا بجدية
كنتي بټعيطي ليه علشان هتتجوزيني يا مروة
تقدمت منه ووضعت يدها على صدره ناحية قلبه لتستمع إلى دقات قلبه العڼيفة أجابته بهدوء محاولة التخفيف عنه
وعن حدة سؤاله
منكرش إن ده السبب بس وقتها أنا مكنتش أعرف عنك أي حاجه غير إنك يزيد الراجحي لكن دلوقتي أنت كل حاجه بالنسبة ليا يا يزيد أنا دلوقتي بحبك ومقدرش أعيش من غيرك لحظة واحدة بس أنت بالنسبة ليا الهوا اللي بتنفسه يا حبيبي.. انسى اللي فات وخلينا في اللي جاي
ابتسم بسعادة غامرة فكلماتها خففت عنه كثيرا أن يستمع لاعترافها بهذه الطريقة يجعل قلبه يرقص فرحا ثم تحدث قائلا وقلبه شقيقة زوجها مع خطيبها سامر صديق زوجها أيضا ف حديثها ليس له أي رد فعل سوا الضحك عليهم وما يفعلوه ببعضهم..
صمتت يسرى وهي تزفر بمرح هي الأخرى ثم تحدثت قائلة وهي تعتدل في جلستها لتنظر إلى مروة مضيقة عينيها
شكل الرجالة كلها زي بعضها وهنتعذب
ابتسمت مروة بسعادة وهي تتذكر زوجها وكلماته الحنونة وأفعاله الذي تربكها وتخجلها ثم أردفت مجيبة إياها بسخرية
هو آه كلهم زي بعض بس أنا طبعا جوزي حبيبي غير الكل.. حاجه كده مش موجودة اليومين دول
عادت يسرى برأسها للخلف من شدة الضحك على حديثها الآن فمن يراها منذ ثلاثة أشهر ويرى حديثها وتعبيرات وجهها عند ذكر يزيد زوجها لا يراها الآن وهي تتدافع عنه وتسرح به أيضا..
نظرت إليها مروة بغيظ ثم التقطت الوسادة من جوارها وألقتها عليها وهي تزفر بحنق من سخريتها على حديثها بينما وضعت يسرى يدها أمام وجهها حتى لا تصطدم به الوسادة ثم أخذتها ووضعتها جوارها وتحدثت معها وهي تحاول

السيطرة على ضحكاتها
خلاص خلاص أنا بس افتكرت أول ما جيتي على العموم ربنا يخليكم لبعض وأشيل عيالكم قريب..
ابتسمت مروة
 

24  25  26 

انت في الصفحة 25 من 55 صفحات