رواية ارحم حبي بقلم عبير كاااملة
انت في الصفحة 1 من 8 صفحات
الفصل الأول
عبير سليم
كم منا يتسرع في اتخاذ قرار دون أدنى تفكير فقط يستمع لأقوال البعض و ينصت لهم و يقرر أمرا دون التروي فيه او التنبؤ بما سيحدث تباعا لهذا القرار و لكن هل إذا قررنا العدول عنه و الرجوع إلى صوابنا فهل ستسير الأمور على ما يرام هل بمقدرتنا تصويب الأخطاء و الرجوع بالحياه كما كانت أم أن هناك أمور إذا اختل توازنها لا تعود ابدا
هند ماشي يا ست هبه حقك مانتي العروسه بقى
هبه عقبالك يا اختي تحصليني
هند أحمد أن شاء الله حينزل في الإجازة و حنعمل الخطوبه
هند الله يبارك فيكي يا قلبي يا رب
مالك يا هدير ساكته ليه
هدير إيه لا مفيش حاجة بس صدعت من الشمس
هند علية بردو انتي في حاجه مضيقاكي
هدير لا يا حبيبتي مفيش حاجه و الله بقولكم ايه مدوا شويه عشان الترام جت
يجرين الفتيات حتى يلحقن الترام و يركبوها و يكملن الحديث اوعوا تتأخروا بكرة انتوا فاهمين
هبه عقبالك يا روحي
هند مين بقى اللي حيروح معاكي الكوافير
هبه هناء و هاله اخواتي و صفاء اخت مصطفي و صاحبة اختي كمان جايه معانا
هدير و حتخرجوا بعد الخطوبه
هبه أيوة طبعا ماهو مش معقوله تبقى الخطوبه في البيت و كمان منخرجش بعدها اخوه حياخدنا بعربيته في المنتزة حاجزلنا طربيزة هناك و نتصور شويه بين الجناين عقبالك يا هدير يارب
تنزل الفتيات من الترام و يمشين و كل واحده منهن تتجه ناحية بيتها و تدخل هدير لغرفتها حتى يأتي ميعاد تناول وجبة الغداء تجلس هي و أخواتها و امها و أبيها يأكلون و يتحدثون مع بعضهم البعض بينما هدير كانت طوال الوقت شارده لا تتحدث فتلاحظها امها هدير مالك يا حبيبتي في حاجه
مامتها بس انا ملاحظه من ساعة ما جيتي و انتي ساكته و سرحانه
هدير لا يا روحي بس الشمس النهارده كانت حاميه شويه و صدعت
مامتها سلامتك يا حبيبتي
هدير ماما بكرة ان شاء الله خطوبة هبه صاحبتي و حروح
مامتها روحي يا حبيبتي و عقبالك يا هدير يارب
سما هدير عاوزة اجي معاكي
سما مش مهم يا ستي اهو نغير جو و خلاص
تدخل هدير حجرتها و هي تشعر بالضيق و تدخل لها سما اختها فهي أصغر منها سنا ولكن عقلها كبير و تستطيع أن تفهم و تحلل الأمور جيدا مالك بقى يا اختي هاه و سيبك من الشمس و حرارتها اللافحه و قوليلي مالك حصل حاجه في الجامعه ضايقتك
هدير لا و الله مفيش حاجه من دي بس انا حسه اني مضايقه شويه
سما من ايه طيب ما هو لازم يكون في سبب يخليكي مضايقه كده
هدير عاوزة اقولك بس خاېفه تفهميني غلط
سما عيب عليكي افهمك غلط ده ايه انتي بتحبي يا بت يا هدير
هدير بحب ياريت هو فين ده بس اللي احبه
سما الله امال فيه ايه طيب
هدير نفسي احب و اتحب يا سما نفسي اتخطب زي صحابي نفسي اعيش اللي هما عايشينه
سما هدير انتي غيرانه ان هبه خطوبتها بكرة
هدير لا وربنا هبه دي صاحبتي و حبيبتي و اتمنالها الخير ربنا يفرحها يارب انا بس زعلانه على نفسي اوي كل واحده من صحباتي في حد فحياتها اللي اتخطبت و اللي حتتخطب و اللي بتحب الا انا انا اللي حسه اني لوحدي طول ماحنا قاعدين ماشيين رايحين جايين كل واحده بتتكلم عن اللي معاها دي تقول جابلي كذا و دي تقول وداني كذا و انا معنديش حاجه اقولها و لا حد اتكلم عنه بيقعدوا اوقات يوشوشوا بعض و يقولوا لبعض بيحصل بينهم و بين اللي بيحبوهم ايه و انا ببقى زي كوز الدرة فوسطهم بزعل على نفسي اوي يا سما انا ليه مش عايشه اللي هما عايشينه ليه مش زيهم هو انا وحشه يا سما عشان محدش يبصللي و لا يحبني
سما وحشه لاطبعا مين قال كده لا يا حبيبتي انتي حلوة والله ورسمة عنيكي حلوه و جسمك جميل بس ده نصيب يا هدير و انتي لسه صغيره و نصيبك لسه مجاش حبيبتي اصبري يا روحي و ان شاء الله ربنا يرزقك باللي يحبك و يفرح قلبك يارب
هدير يارب يا سما
سما طب قوليلي بقى حتروحي الخطوبه بإيه
هدير حروح بالفستان الموف اللي كنت لابساه في فرح بنت خالتك لسه جديد محدش من صحابي شافه علية
سما و انا بقى حعملك ميك اب و حخليكي زي القمر و بعد الخطوبه انا وانتي نروح نتمشى شويه و حعزمك على العشا كمان يا ستي
هدير هههههههه و ليه البعزءه دي كلها
سما ياللا ان شالله ما عن حد حوش و كله يهون عشان خاطر عيونك يا قلبي المهم تكوني مبسوطه
هدير يا حبيبتي يا سما تعرفي برغم انك اصغر مني بتلت سنين بس بحس انك انتي الاكبر مني والله
سما عشان انا عقلي يوزن بلد ياللا بقى انا حقوم اشوف حروح معاكي بايه انا كمان
هدير ماشي
يمر اليوم و يأتي اليوم الذي يليه و يذهبان إلى الخطوبه و هدير تأخذ معها هديه لصديقتها و تظل تصفق و تغني مع الفتيات فقد كانت شديدة الفرح لصديقتها لكن بداخلها تشعر بالحزن فقد كانت تتمنى بداخلها ان تكن مثلها اخذت تتخيل نفسها بأنها عروس و بجانبها خطيبها ممسك بيدها و فرح بها و الناس حولها تبارك و تهنئ و ترقص و تفرح لأجلها
تنتهي الخطوبه و تخرج هدير و سما من منزل صديقتها شفتي هبه حلوة ازاي
سما وانتي كمان حلوة وان شاء الله قريب اوي حنفرح بيكي
تعود هدير إلى المنزل و تتخيل نفسها عروس معها فارس أحلامها الذي تتمناه و تحلم به حتى تغفو عينها و تمر الأيام و يأتي ميعاد الامتحانات و عندما تخرج كل منهن تظل طوال الطريق تتحدث إلى من يعشقه الفؤاد فهبه تتحدث إلى خطيبها كي تطمئنه و هند تتحدث إلى ابن عمها المسافر و الذي سيعود قريبا لعقد قرانهم بينما هدير تمشي معهما و لا تجد من تتحدث إليه كانت تلهي نفسها في الوقوف أمام المحلات و الحديث لوالدتها و تمر الأيام و تنتهي الامتحانات و تقضي يومها ما بين مشاهدة المسلسلات و الأفلام و قراءة بعض الروايات و الذهاب إلى صديقاتها للمكوث معهن بعض الوقت و لقد قررت اليوم الذهاب إلى يسرا صديقتها منذ الطفوله فقد تربين سويا لقرب الجوار بينها و بين بيت جدتها و أيضا لصلة رحم تجمع بين الآباء وحشتيني اوي
يسرا انتي اكتر و الله يا هدير كل دي غيبه يا بنتي بقالي كتير مشوفتكيش
هدير مانتي عارفه بقى الامتحانات و قرفها المهم قوليلي عامله و ايه اخبارك
يسرا حقولك و تظل يسرا تحكي لها عن احد الجيران الذي يحبها و أنه تحدث لأخيها كي يتقدم لخطبتها وفرحت لها هدير بشده فهي صديقة عمرها لكنها حصلت على معهد فقط و بعد مرور عدة أيام اتصلت عليها يسرا لتدعوها لحضور قراءة فاتحتها و بالفعل ذهبت هدير إليها منذ الصباح و قضت معها اليوم كله و ظلت واقفه معها ولم تتركها لحظه واحده و بعد مرور أسبوع اتصلت عليها يسرا و اخبرتها بأنها ستأتي إليها ليجلسن سويا و اتت إليها و رحبت بها ام هدير الف مبروك يا يسرا
يسرا الله يبارك فيكي يا طنط عقبال هدير يارب
مامة هدير يارب يا يسرا
تغلق هدير الباب عليهما و تظلان تتحدثان سويا في عدة موضوعات و بعدها قررت يسرا ان تتحدث إليها فيما جاءت من أجله مش حسين اخويا قرر يخطب
هدير أكيد طبعا سحر جارتكم اللي كان بيحبها
يسرا لا سحر مين سحر دي متنفعهوش خالص تربيتها غير تربيتنا فسح و خروجات و نوادي و انتي عارفه احنا معندناش الكلام ده خالص و اخوها كل يومين عامل خڼاقه في الشارع فبابا قالله اصرف نظر عن الموضوع ده خالص و هو مكنش بيحبها اوي يعني دي هيا اللي كانت بتحبه لكن هو الموضوع معاه عادي
هدير امال هو حيخطب مين
يسرا هو ياستي عاوز يخطب واحده صاحبتي و قاللي اكلمهاله و اشوف رأيها
يسرا واحده صاحبتك مين زميله يعني ليكي في الشغل
يسرا بقولك صاحبتي تقوليلي الشغل
و بعدين هو انا لية صحاب غيرك يا تحفه
يسرا صحاب غيري انا مش فاهمه يا يسرا
بسرا يا لهوي عالمخ التخين انتي يا تحفه حسين عاوز يخطبك انتي هاه إيه رأيك موافقه و اللا عند سيادتك اعتراض
هدير حسين اخوكي عاوز يخطبني أنا بس انا عمري ما اتكلمت معاه و لا هو اتكلم معايا
يسرا هو متكلمش معاكي فعلا و ده عشان حسين طول عمره خجول ملهوش في الكلام مع البنات لكن هو عارفك كويس أوي في ايه يا هدير انتي ناسيه اننا متربيين مع بعض من واحنا صغيرين و عارف كل حاجه عنك
هدير مش عارفه اقولك إيه و الله يا يسرا انتي فاجئتيني بالكلام ده
يسرا انا عارفه انك متفاجئه لكن ده اللي حصل و طبعا ده يوم المنى لما تتخطبي لاخويا يا بت يا هدير
بصي انا حسيبك تفكريلك مدة يومين و حكلمك تقوليلي رأيك و لو سيادتك اتكرمتي و وافقتي بابا و ماما حييجوا يتقدموا دول لما عرفوا مش عاوزة اقولك فرحوا إزاي و قالوا هو ده النسب اللي يشرف
تظل يسرا تحكي لهدير عن ظروفه و احواله الماديه و ما ينوي فعله و تتركها و تمشي على وعد بسماع رأيها
و بعدها تستيقظ سما من نومها و تخرج للصاله و هي تتثاءب ماما حبيبتي انا جعانه اوي
مامتها صح النوم يا هانم ما كنتي خليكي نايمه لبكرة يا ست سما ده المغرب اذن
سما ييه بقى يا ماما مش اجازة خليني استمتع بيها شويه قبل ما ارجع للهم تاني امال البيت ساكت كده ليه فين بقية العيله
مامتها اخوكي برة لسه مجاش و هدير جوة في اوضتها يسرا جت قعدت معاها شويه و نزلت
سما ماشي انا دخلالها
ايه يا