صماء لا تعرف الغزال بقلم وسام الأشقر كااااملة
غاضب بمثل هذا القدر! هل غاضب من طلبها ? أم هي كانت المنفث الوحيد لضيقه لقد شعر للحظة بوحدته لم يعثر حتى على أنثى البطريق تشاركه أحزانه وأفراحه مثل الجميع
الفصل الواحد وعشرون
وقف ينفث دخان سجارته پغضب من تصرف تلك النكرة التى نست حالها فهي هنا متواجدة لخدمة الجميع ولكن لما هو غاضب بمثل هذا القدر! هل غاضب من طلبها ? أم هي كانت المنفث الوحيد لضيقه لقد شعر للحظة بوحدته لم يعثر حتى على أنثى البطريق تشاركه أحزانه وأفراحه مثل الجميع
ليصدح صوت الخالة صفا بعتاب هو ده الكلام اللي وصيتك بيه من الصبح مش قولتلك مالكيش دعوة بالمطبخ وقولتيلي مش هشيل حاجة كدة بردوا
محمد بعتاب طول عمرها دماغها ناشفة
فتكمل حديثها لصفا أنا أتأخرت ولازم امشي عشان الطريق طويل عن اذنكم
محمد لا ياغزل ماتتعبيش نفسك أنا هوصل سوزان وبعد كدة هوصل سمية
سمية بارتباك ياجماعة ماتشغلوش بالكم أنا هاخد تاكسي لتنصرف بسرعة قبل ان يجادلها احد
وعند اختفائها بدقائق وجد شادي نفسه يشعر بالضيق ليجد نفسه خارجا من باب الشقة ليستنشق بعض الهواء النقي خارج البيت ينفث دخان سيجارته بشرود فيلمحها تقف بملابسها المكونة من قميص ابيض وتنورة واسعة حمراء ويزين رأسها حجاب منقوش باللون الأحمر والأبيض كانت ملابسها تدل علي بساطة حالها فيجدها ترفع هاتفها الصغير تجيب على اتصال منه
أنت بتحلم هيكون اخر يوم في عمري حسبنا الله ونعم الوكيل
تغلق الخط پغضب ظاهر
ويشعر باهتزاز جسدها نتيجة ڠضبها ويلاحظ عدم مرور اي سيارة اجرة منذ مدة فيقترب منها بعض الخطوات قائلا شكلك هتفضلي مستنية كتير مافيش تاكسيات دلوقتي تعالي أوصلك
يحك رأسه من الخلف وينظر حوله ليجد سكون المكان من المارة أنتي شايفة الجو هادي في الشارع ومافيش حد وغلط على بنت زيك تفضل واقفة كدة في الشارع بالوقت ده وكمان ياستي اعتبريني تاكسي السواق اللي هتركبي معاه مش ابن أختك الصغيرة يعني ده راجل غريب !!
سمية مش عايزة اتعب حضرتك وكمان ااا
شادي يقطع حديثها بصرامة اتفضلي
اثناء قيادته نسى سؤالها عن وجهتها فينظر لها بجانب عينيه يقيمها فيجدها فتاة بسيطة جدا يجلي حنجرته يقول بحرج أنا بعتذر عن
اللي صدر مني في المطبخ كنت مضغوط شوية معلش جدت فيكي
ولكنها كانت شاردة في المكالمة التي سببت لها الضيق فتقع عينه على كفها التي تضغط به على هاتفها القديم ذو الازار پعنف كأنها تحارب شئ ويلاحظ چرح واضح يظهر برسغها الأيمن فيقول ليلفت انتباهها ماقولتليش راحة فين !!!!
فتنتبه لها تقول آه أنا آسفة حضرتك ممكن توصلني ل أكون شاكرة ليك
ليقول بتعجب ملحوظ أنتي راحة متأكدة
تهز رأسها ببراءة ايوه أيه المشكلة في كدة
يتعجب من المنطقة الراقية التي ذكرتها له كيف فتاة مثلها تكون من قاطني هذه المنطقة رفيعة المستوى فتدور الأفكار بعقله انها ذاهبة لشخص ما في هذا المكان
ليقول هتنزلي امتى من هناك !
تعقد حاجبها بعدم فهم انزل منين أنا هروح أنام وهنزل الصبح
كيف له ان يخدع بمثلها ليجد رنين هاتفها فتقوم بالرد ايوه ياحبيبي أنا متأخرتش أنا قربت خلاص لا لا ماتزعلش هصلحك بطريقتي جهز للسهرة وأنا جاية مع السلامة
لم يشعر بنفسه الا وهو يلقي عليها نظرة قرف كيف لفتاة مثلها تخدع غيرها بمظهرها فمن المؤكد ذهابها لشخص ما في هذه المنطقة
ليقول بين اسنانه وحضرتك بقى خريجة ايه ولا مش متعلمة
فتتعجب من نبرته الحادة التي يشوبها السخرية أنا لسه بدرس اخر سنه في كلية اداب
مممم آداب بس شكلك يعني ههه اكبر من
انك تدرسي
لاتعلم لما تشعر بنبرة السخرية بصوته لتقول حصل ظروف خلتني أتأخر سنتين
اكيد طبعا شغلك اللي عطلك عن الدراسة
لا حصلي حاډث وفضلت في المستشفى شهور وبعدها احتجت علاج طبيعي
فتقع عينه على رسغها مرة أخرى ليجدها تجذب ملابسها تخفي يدها عنه وتقول نزلني هنا بلاش قدام العمارة
ليتعجب من طلبها ولكنه يلبي رغبتها بصمت ويقوم بإقاف السيارة
لتهبط منها بعد شكره وتختفى عن الأنظار
اثناء قيادته رن هاتفه ليجده يوسف فيحيبه قائلا ايوه يايوسف لا ما اختافتش ولا حاجة أنا قولت انزل اشم هوا والوقت خذني انتو خلصتوا طيب ممبروك وعقبالك ياعريسنا خلاص قربنا كلها أسبوع وتدخل برجلك قفص الزوجية هههه
يلاحظ اثناء حديثه رنين هاتف مكتوم ايتلفت يبحث عن مصدره فيجد هاتفها الصغير أسفل كرسيها فيكمل طيب اقفل يايوسف دلوقتي هكلمك تاني عشان سايق
يعود مرة أخرى لنفس المكان التي هبطت فيه يخرج من سيارته لا يعلم ماذا يفعل ! فهو لا يعرف مكان المبنى التي قصدته والمكان هادئ جدا خالي من المارة فيقنع حاله بالرجوع وترك هاتفها لغزل خطى خطوات بسيطة متجها إلى سيارته فيتردد بأذنيه صوت صړاخ مكتوم فيحاول البحث بعينه عن مصدره فلا يجد شيئا ولكن صوت الصړاخ يزداد ويسمع صړخة قوية واضحة ليجري باحثا عن م فيشاهد ما صلب جسده وجعل الډماء تفور بعروقه
وجدت طرقا على باب غرفتها يطلب الإذن لدخول لتبتسم على تصرفه منذ متى وهو يحترم آداب الاستئذان تسمح له بالدخول فتجده يدخل بعيون هاربة كأنه مرتكب چريمة لتقول وهي تضيق عينيها مالك يايوسف كنت عايز حاجة
يحك شعره بأصابعه ليقول كنت عايزة أتكلم معاكي في حاجة كدة
حاجة ايه
يجلي حنجرته ثم يتحرك يجلس على حافة الفراش أنتي عارفة ان أنا وعمي حددنا ميعاد الفرح فجأة انه هيكون بعد
أسبوع ونسينا نسألك إذا كان الميعاد ده مناسبك ولالأ
فتهز رأسها بعدم فهم تقول وبعدين
يضغط على جبهته بأصابعه يقول بارتباك ياعني اقصد انك يعني جاهزة للميعاد ده
فترفع حاجبها بابتسامة لا تعرف ما مشكلته مع موعد الفرح تقول ايه اللي مش هيخليني جاهزة!
ليزفر زفرة ضعيفة كيف له ان يسألها ليحرك يده وهو يتكلم اقصد ان دايما البنات بتحدد معاد ال الفرح باللي يناسبهم في الشهر اقصد يعني يعني
ليكمل فجااأة بكلمات واضحة وصريحة هي بتجيلك امتى!!
مين دي!!!!
ليقف بضيق من غبائها أف ياغزل مكنتش اعرف انك غبية كده
فتضيق عينيها تحاول التأكد مما فهمته فتشير بحاجب مرفوع وإصبع سبابتها يدور بالهواء انت تقصد على
فيهز رأسه ببطء شديد لتصدر منها شهقة وتضع كفها فوق فمها خجلا من سؤاله تقول بضيق انت انت انت ازاي تسألني على حاجة زي دي انت انت
يوسف بهدوء يقترب ويجلس بجوارها يمسك كفيها بحنان بالغ أنا جوزك ولا وقح ولا
قليل الادب وبعد كدة الأمور دي هتبقى طبيعي أني اعرفها ولا ايه !
فتخجل من صراحته لتقول بخجل واضح الميعاد مناسبني
وقف مصډوما من مشاهدته لهذا الشاب الذي يكبلها ويكمم فمها بيده ليمنع صړاخها ويحاول أدخالها عنوة داخل سيارته لم يشعر بحالة الاوهو يندفع اتجاهه يكبله من الخلف ليضغط على رقبته بذراعه وېصرخ به سيبها يا ابن آل
ليتركها الشاب فتسقط أرضا بړعب مما حدث فتشاهد شريف يتحرر من قبضة الآخر ويلكمه بوجهه يسبه
استمر الشجار بينهما مع إلقاء السباب والشتائم حتى اختفت ملامح الشاب من كثرة الكدمات ليفر هاربا بسيارته
ولكنها على مايبدو في حالة صدمة مؤقتة فيلاحظ اهتزاز حدقتها وعدم ثبات حركة اعينها كأنها لم تسمعه ينخفض على ركبتيه أمامه بحذر ويمد كفه فوق كتفها ليهزها حتى تنتبه ولكنه تفاجأ بصړاخها بوجهه كأنه هو من حاول الاعتداء عليها فيحاول تثبيتها من كتفيها قائلا ماتخافيش ما تخافيش أنا شادي اللي وصلتك من شوية
فتهدأ من صړاخها مع اهتزاز جسدها الشديد ليقول تحبي أوصلك لمكان بتهيألي مش هتعرفي تروحي لوحدك بالشكل ده
فيقابلة اهتزاز رأسها بالموافقة عدة مرات
سار خلفها مراقبا أيها في سيرها وهي من مدخل مبني محدد ليخرج منه رجلا يرتدي جلبابا في العقد الخامس مهرولا اتجاهها يقول بلهفة ست سمية ايه اللي عمل فيكي كدة
فاجيبه بصوت مهزوز أنا كويسه يا عم إبراهيم محصلش حاجة
فتنتقل عينه على شادو ذو الملابس الممزقة بارتياب يقول في حاجة يا اخ
انت بتكلمني أنا
ليشيح بيده أمام وجهه يقول اومال بكلم شبحك !
أتكلم عدل يارجل انت أنا محترم سنك
ليصدح صوتها لتوقف جدالهما خلاص ياعم إبراهيم ده أستاذ شادي كان بيساعدني فتكمل حديثها موجهه حديثها للأخير اتفضل معايا فوق هدومك مليانة تراب ووشك مش هينفع تمشي كده اتفضل معايا فوق
ليرفع حاجبه بذهول وينقل نظره لابراهيم الذي يرميه بنظارات حاړقة لايعلم سببها ليقول لها تقصدي أني اطلع معاكي فوق !!
لتهز رأسها بنعم ليكمل وعم إبراهيم عادي !!!
يجلس فوق اقرب كرسي
وجده يمرر عينيه الجاحظة في أنحاء الشقة التى ډخلها منذ دقائق معاها ليتفاجأ بمدى فخامة الأثاث والشقة المتسعة المزينة بالفصيات وأثمن التحف وافخم السجاد
ليتعجب من امتلاكها مفتاح مثل هذه الشقة الفخمة كيف لها ان تأمن لرجل غريب وتدخله معها بمكان مغلق
بعد مرور لحظات شعر بحركة صادرة خلفة ليشاهد رجل بملابس بيتية في آواخر العقد الخمسين مستندا على عكازه يملأ الشيب شعره والتجاعيد وجهه يسير بصعوبة فيستقيم شادي بتوتر عالي متعرق الجبهة لا يعرف كيف يعرف نفسه له ليجد الرجل يقول بحبور أهلا وسهلا أهلا شرفتنا يابني
يجلس رضا أمامه فوق الأريكة ولم تفارقه ابتسامته ليكمل مالك يابني مخضوض ليه اتفضل اقعد
ظل شادي واقفا لا يعلم السبب ليقول رضا بجدية غريبة اقعد يابني عايز أتكلم معاك شوية
ليجلس شادي لايعلم لما الفضول يأخذه لمعرفة خباياها فيسمع رضا يقول شكرا يابني على اللي عملته مع بنتي هي حكتلي انك أنقذتها من شريف انهارده
شريف!!!!!! بنته!!!!!هل هذا والدها !
ليقول شادي باهتمام هو حضرتك تعرف العيل
اللي اټهجم عليها ومدام عارفه مابلغتوش البوليس ليه
رضا بحزن للأسف العيل ده يبقى ابن اخويا الوحيد ومش حابب أضر مستقبله أنا هكلم والده
طيب كنت حابب انبه حضرتك انها لما أنقذتها فضلت فترة مش مستوعبة اللي حوليها ومكنتش مركزة ليجد رضا يهز رأسه كأنه ليس غريب عليه