رواية ونس بقلم سارة مجدي
انت في الصفحة 1 من 80 صفحات
يجلس خلف مكتبه الكبير يراجع كل الأوراق التي أمامه بتركيز شديد هو المسؤل الأول والأخير عن أموال العائلة وعليه أن يقرأ كل ورقة وكل حرف فرغم خلافه الكبير مع والدته والذي على أثره ترك قصر الصواف لكنه لم يترك مسؤلياته كمدير لشركات الصواف والمسؤل الأوحد هو أديم الصواف إبن عائلة الصواف الأكبر في عامة الخامس والثلاثون لديه أختان أصغر منه تزوجت الأولى من إبن عمه حاتم والأخرى على وشك الخطبه من إبن عمه الأخر طارق. وهو أيضا يعتبرهم أصدقائه الوحيدين لكن حاتم الأقرب إليه بسبب ثرائهم الفاحش لم يستطع أن يكون صداقات صدقات حقيقة دون البحث عن المصالح أو أن يحصلون منه على المال بشكل مباشر وغير مباشر
ليفتح الباب ودلف حاتم وهو يقول أنا لو بشتغل في السخره هتقدر أكتر من كده
ليبتسم أديم وهو يترك الأوراق من يده ثم وقف ودار حول المكتب ليقف أمام صديقه وإبن عمه وقال أنت بتتكلم عن قلة التقدير في مؤسسة الصواف يا حاتم. يا ابني كل الموظفين متقدرين. لكن أنت إبن البطه السودا أنت من عيله الصواف لازم تتمرمط يا حبيبي
ليرفع حاتم حاجبيه بأندهاش وصدمه وألتفت ينظر إلى أديم الذي جلس على الأريكه الكبيرة وأراح ذراعيه على ظهرها واضعا قدم فوق الأخرى ينظر له بأبتسامه متسليه
جلس على الكرسي وهو يقول آخر كلماته ليتنهد أديم وظهر الضيق على ملامحه لكن حاتم قال سريعا نفسي أعمل زيك واسيب قلعه الصواف. أنا بجد تعبت من كم التجمل وعدم التعامل براحه وحريه
أستند بذراعيه على ساقيه وقال بمرح يا ابني نفسي أمشي حافي. ألبس شورت بس. أدخل أخد دش ومسرحش شعري. نفسي أكل فول وطعميه بالعيش البلدي. وأغمس كده بأيدي مش كل حاجه لازم نعملها بالشوكه والسکينه
ليضحك أديم بصوت عالى وهو يقول بس كده أهرب يوم من سالي وتعالى عندي الشقه وأنا أخليك تعمل كل إللى نفسك فيه
تحولت الإبتسامه على وجه أديم إلى حزن وضيق وقال أنت هتقولي المهم أنت كنت جاي عايز أيه
ليقف حاتم سريعا وهو يقول الورق ده محتاج توقيع رئيس مجلس الإدارة. إللي هو حضرتك.
ليقف أديم وتوجه إلى المكتب أمسك الأوراق من حاتم وبدء يطلع عليها بتركيز شديد ثم أبتسم وقال هو أنا نفسي أفهم براجع وراك ليه
ثم أمسك القلم ووقع الأوراق ومد يده بها له وهو يقول أتفضل. وسيبني أخلص إللي ورايا عطلتني.
ليضحك حاتم وهو يقول أنا مظلوم في العيله دي والله الوحيد إللى بيعرف ياخد حقه في العيله دي هو طارق والله
قال أديم بحيره وهو يجلس على الكرسي من جديد خلف مكتبه ليبتسم حاتم وهو يقول پحقد مصطنع أنا بقر عليه كل يوم. بس القر ده مش جايب نتيجه تفتكر أحسده
ليضحك أديم بصوت عالى وقال مازحا طيب ما نعمله عمل. مالك يا حاتم قلبت على ست الحجه كده ليه أمشي يا ابني شوف وراك إيه يلا خليني أخلص عايز أروح بقى
غادر حاتم الغرفة وهو يتحدث إلى نفسه ومن خلفه أديم يضحك. حاتم الوحيد القادر على إخراجه من إحساس الضيق والقادر على مواساته خلال فترة عمله بالشركه. بالفعل إذا لم يكن حاتم معه لمرت تلك الساعات كالأعوام
في قصر الصواف. ذلك القصر الكبير الذي يشبه القلاع بأسواره العاليه وحراسه الذين يؤمنونه من جميع الإتجاهات وفي بهو هذا القصر الكبير تجلس سيدة حين تراها من بعيد تظن أنها فتاه صغيرة ولكنها في حقيقة الأمر هي كبيرة عائلة الصواف والمتحكمه الأولى في كل فرد في تلك العائلة السيدة شاهيناز السلحدار أمرأة متسلطه من يوم تزوجت من علام الصواف وهي تتحكم بكل شيء جميلة
بشكل مميز لكن الغرور أيضا ينضح من كل نظره وحركه ويظهر ذلك أيضا في حركة الخدم بالبيت الصمت التام لكن لغه العيون تتحدث بما لا يستطيع اللسان قوله خوفا. وبعد ۏفاته كانت الكلمه الأولى والأخيره لها ولم يستطع أي فرد من عائله الصواف تكسير كلمتها إلا أديم أبنها الأكبر وريث والده وكبير العائلة من بعده الذي كسر كل القواعد وغادر القصر رافضا الزواج من إبنة عمه الوحيدة كاميليا. رغم أنه يعلم جيدا أنها تعشقه ويعلم أيضا أنها إنسانه رائعة ورغم ان والدته طلبت منه الزواج منها من الممكن أن يتزوجها هو بكامل إيرادته لكن لأنها أوامر شاهيناز هانم السلحدار رفض بشده وترك