رواية سجينة جبل العامري بقلم ندا حسن من الفصل الأول للعشرين
وهي توبخها دون سبب
أنتي هتقلبي القصر ملاهي طول النهار لعب وتنطيط ما تبصي لطولك
أكملت والنيران تنهش داخل قلبها من شدة الغيرة وضراوة الحقد
بالنهار لعب في القصر وبالليل سهر مع الحرس في الجنينة
نفت قولها بنفس الهدوء الذي هي عليه
أنا مش بسهر مع حد
عارضتها وهي تفشي بالحديث بصوت عالي لعل هناك أحد يستمع إليها
لأ بتسهري أنا شيفاكي بعيوني وأنتي قاعدة مع عاصم
دي كانت صدفة
أغتاظت منها ونظرت إليها بحدة وهي تريد لو تمد يدها الاثنين إلى عنقها لتقوم بخنفها في الحال
بلاش السهوكه دي متعمليش فيها عبيطة
أنا معملتش عبيطة أنا برد عليكي بالحقيقة
أردفت معقبة بغيرة اشتدت أكثر وأكثر بسبب كل ما يصدر منها فقالت بقسۏة وإهانة
لأ الحقيقة دي تخليها ليكي أنتي والزمي حدك هنا أنتي مش في ملك أبوكي
خلاص يا عمتو إسراء معملتش حاجه
أبعدت فرح نظرها إلى وعد بعد لحظات وهي لا تستطيع أن تترك تلك الفتاة واقفة هكذا أمامها وقامت بتوبيخ الأخرى بتهكم وسخرية
وأنتي عرفتي منين يا قلب عمتو.. وبعدين بتدخلي في كلامنا ليه هي زينة معرفتش تربيكي
أنا متربية يا عمتو بس كنت بقولك إن إسراء مش قصدها
ڼهرتها پعنف ورفعت وجهها إلى الآخر تلقنها الحديث القاسې إليها وكأنها التي تأمر هنا
وأنتي مالك اخرسي خالص ومش عايزة أشوف الهبل ده في القصر تاني
ذهبت من أمامهم إلى الداخل بعد أن دفعت إسراء في كتفها لتعبر إلى الغرفة قائلة بغيظ وضيق
نظروا إليها الاثنين بذهول بعدما عبرت إلى الغرفة
لقد تابعتها إسراء بعفوية ناظرة إليها وهي تتسائل أهي مچنونة أم مختلة الأمر يختلف..
ابتسمت بسخرية بعد أن نظرت إلى وعد وحركت رأسها يمينا ويسارا غير قادرة على استيعاب تصرفات وحديث تلك الغريبة..
في المساء بعد أن توجه الجميع إلى غرفهم بعد تأخر الوقت كان الجو هادئ للغاية في سكون الليل لا يصدر أي صوت إلا من الخارج أصوات الكلاب الذي تنبح في الطرقات..
لا يوجد اختلاف في هذه الليلة سوى تفكير من هم داخل القصر وأولوياتهم لا يوجد سوى مخططات لكل فرد بينهم كي يحصل على ما يريد..
بداية من أكبر امرأة بهم وهي والدته التي أصبح وجود ابنة ولدها أمر حتمي لن تتنازل عنه وليحدث فعلى والدتها أن تتزوج بابنها الآخر.. كثير من الأمور داخل عقلها تدور حول هذا الأمر من مخاۏف قادمة بسبب زينة ووجودها معهم بعد أن علمت بعمل ولدها.. ومخاۏف أكبر من تصرفات جبل القاسېة..
جبل وتذكره لها ولشراستها عنفوانها وحدتها وتلك القوة الهشة التي تمثل أنها عليها تفكيره كله كان حولها.. حول امرأة وضعها في رأسه كي يكسر أنفها ويجعلها راضخة له
وهي زينة ولم تكن تفكر في أي شيء سوى الفرار والهرب تركت كل ما خططت له وكل ما كان يعكر صفو تفكيرها وتلك التدابير التي لم تحسنها ووضعت كل تركيزها في طريقة للهرب من هنا الآن قبل الصباح..
بينما تغير تفكير شقيقتها البريئة للغاية هي الأخرى إسراء تحول كل ما تريده في يوم وليلة بعد أن تقابلت مع ذلك الجسد الصلب الطويل الذي يبتلعها كلما وقفت أمامه ذلك الصوت الرجولي المميز ذو البحة الغريبة التي أصبحت تميزها من بين الجميع.. لا تدري لما ذلك التفكير به وما الذي فعله بها!.
وأخيرا وليس أخرا هنا فرح هي الأخرى من الأشخاص الذين يعيشون داخل القصر وتغير تفكيرهم وهذا حدث بعد أن نهشت الغيرة قلبها بسبب تلك الجميلة الرقيقة التي تتصنع كل ذلك كي تستحوذ على تفكيره.. وتفكير غيره.
والصغيرة التي لا تفقه أي شيء مما يدور حولها بين الجميع وأولهم والدتها وعمها الق اتل الذي يهددها بها تفكيرها تغير وتحولت أولوياتها بعد أن عانقتها جدتها والدة والدها وطالبت بالقرب منها والمكوث معها ولكنها أيضا تريد العودة إلى مكان نشأتها وتلك الحياة التي اعتادت عليها...
لحظة واحدة كانت هي الفاصلة بين ذلك السكون وحالة المرج تلك حدثت عندما صړخ أحد الحراس على البقية وهو يرى النيران المشټعلة خلف القصر تصعد للأعلى مصحوبة بالدخان الذي صعد معها وسبقها..
لقد شعروا أن هناك نيران وعبرت رائحة الدخان إلى أنفهم ولكن هذا عاديا يحدث فلا خوف ولا رهبة
كانت النيران نشبت خلف القصر وارتفعت للأعلى ولم يلاحظ