رواية ذئب رحيم كااااملة بقلمى اسماء الكاشف
مش تخبط قبل ماتدخل بزوبعتك دى عليه ......!!!
تجاهله مصطفى وهو يتحرك ايابا وذهابا بالغرفه بعصبيه شديده فرمقه فارس بطرف عينه قبل ان يستمع الى برطمه مصطفى ..
... والله انا تعبت بقالى ثلاث شهور بحاول اطلعها من اوضتها وهى مش راضيه اعمل معاها ايه بس ...!!!
قلب فارس عينه بملل فهذا الموقف ليس الاول وليس الاخير كما يعتقد فدائما مصطفى يدلف بتلك الهمجيه ويشتكى اليه ساره المعتصمه بغرفتها منذ وفاه والدها فشعورها بلذنب ېحرق روحها نفسها بهاله الاكتئاب والحزن متناسيه وضع شقيقتها الصغرى تنهد بعمق وهتف ...
اندفع مصطفى بعصبيه ..
... عارف عارف بس لاامتى هتفضل كده انا عايزها ترجع ذى الاول ....!!
نهض فارس بهدوء وتحرك نحو خزانته بخطوات ثقيله وهتف وهو يتفحص ثيابه ....
... مافيش حاجه هترجع ذى الاول يامصطفى الى ماټ مش هيرجع وعلى شان كده لازم نقف جنبهم ومنضعفش لان وقوفنا جنبهم فى الفتره الصعبه دى هيخليهم يعدو الفتره دى لبر الامان ...!!!
.. روحلها دلوقتى وخليك جنبها هى محتجالك ...!!
دلف مغلقا خلفه تاركا مصطفى بحاله من الاصرار سيعيدها سيعيد صغيرته المشاكسه مره اخرى ابتسم بخبث وهو يفكر بااعادتها فاانسحب من الغرفه بااعصاره كما دخل بااعصار
بينما ارتدى فارس ثيابه ومشط شعره وخرج الى غرفته وقف امام المرأه ووضع القليل من عطره الناميه وهو يتخيلها تقف امامه باابتسامتها المشرقه تنهد بااشتياق ثم اقترب من الطاوله اخذ مفاتيحه وتحرك بخطواته نحو الخارج وركب سيارته متجها بها الى وجهته
فراش ابيض ويلتصق بجسدها الرقيق مجموعه عديده من الاجهزه لتجعلها على قيد الحياه فقد انطفئ نور زرقتها وهى كالچثه الهامده بلا حركه ولولا جهاز القلب الذى ينبض بالحياه لما وضع احتمال بنهوضها
مره اخرى وجهاز التنفس يحيط انفها ليمدها بالهواء الذى ترفضه رئتها منذ ثلاثه اشهر تركض بسلام وملامح بريئه ولكنها منهكه وعقل اهلكه الالم لذا قرر اخذ راحه وبين الحقيقه والخيال تسمع سما صوت انثوى رقيق يناديها بااسمها صوت افتقدته منذ زمن وفى عالمها ترمش بتعب عده مرات فتفتح عينها الزرقاء التى تداخل زرقتها مع اشعه الشمس لتبدو اناقتها وصفائها تجلس على كرسى خشبى هزاز وممسكه بيدها كتاب اسود تقلب صفحاته بملل بينما تهز كرسيها بحركه هادئه توقفت عند احد صفحاته تطالعه بااعين دامعه ترى بداخله صوره لشقيقتها واسفله كلمات قليله محتواها ..
قلبت الصفحه لتظهر صوره اخرى لفارس ومحتواها ....
.... لاجلك ساابتعد ....!!!
انقبض قلبها عند هذه الكلمه فهى تخشى حقا خسارته تنهدت بااسى وبيد مرتعشه قلبت الصفحه لتتسع حدقتيها بفزع وهى ترى والدها مغطى بدمائه وغرفته تحترق وبااسفلها ..
.. ليس المۏت النهايه فماتراه العين لايعنى الواقع فاابحثى خلف المرآه ....!!
.... حبيبتى اصحى كفايه نوم ...!!
قضبت سما حاجبها بدهشه وصدمه حاولت اخراج صوتها ولكن تلك الكلمات انحشرت بحنجرتها وهى ترى والدتها تتحرك بهدوء لتجثو الى جوارها الممسك بالكتاب وهى تهتف بااعين ممتلئه بالدموع ...
لم تشعر سوى باانزلاق دموعها على وجنتها كسيل جارف فى يوم عاصف فهتفت بحشرجه من البكاء ...
... بس انتى مش موجوده معايا ..... انا عايزه اجى ليكى انا تعبت اووى من الدنيا دى الناس وحشه واذو سما وساره كثير وخدوكى وخدو بابا منى ..!!!
ملست مروه على ذراع سما بحنو وهى تهتف بحنو ....
.. احنا معاكى وجواكى ياحبيبتى ولازم ترجعى على شان اختك ساره هى محتجالك اووى وتعبانه لازم تحميها من الضلمه وقريب اووى هنتجمع مع بعض ذى الاول بس لغايه مايجى اليوم ده لازم تكونى قويه لازم تعيشى ...!!!
نهضت من مكانها وقبلت وجنتها برقه ثم اختفت بداخل صورتها مره اخرى بينما تتابعها سما بااعين جاحظه سرعان مااستعادت ترركيزها فقلبت الصفحه لتجد صوره لوالدتها بسن كبير وترتدى حجاب ومكتوب اسفلها ....
... مستنياكو امسكى ايد اختك ومتسيبهاش ابدا ...........!!
اشتعلت عينها بااصرار عجيب وهى تضع يدها بين ثنايا شعرها الشقراء وحركتها بهدوء وهى تضع كتابها على المنضده اماماها وعلى ثغرها ابتسامه قاسيه وشرسه
وفى تلك الفتره صعد فارس سلم المستشفى بخطوات سريعه ولم ينتظر المصعد حتى لايتاخر باانتظاره وصل الى غرفتها وقبل ان تمتد يده للباب سمع الممرضه تهتف ..
.. اهلا استاذ فارس جاى فى وقتك مظبوط .......!!
الټفت اليها باابتسامه هادئه
لتتابع هى
... سما محظوظه اوووى بيك انت دايما معاها ربنا يقومهالك بالسلامه ...!!!
ابتسم بمجامله وهو يهتف بجديه ...
.. ياارب !!!!!
فتح الباب ليدلف هو ويليه الممرضه المسئوله عن حاله سما اقترب من فراش سما ومد يده اليها يتحسس وجنتها برقه واخرجه من تاامله العاشق لها صوت الممرضه وهى تهتف ....
...ااه واظاهر مامتها لسه ماشيه ...!!!
انزل يده بخضه والټفت البها بدهشه وهتف بعدم تصديق ...
.. امها امها ..مين طب وازاى انتى بتقولى ايه ...!!..!!
فهتفت بلامبالاه ...
.. مامه سما هانم كانت هنا انهارده دخلت قعدت معاها شويه شوفتها بالصدفه وانا بمر على سما هانم اتوترت شويه ومشيت على طول من غير ماتقولى حاجه ...!!
فهتف پصدمه ....
... وعرفتى ازاى انها امها هى قالتلك كده ...!!!
رفعت كتفها بلامبالاه وهى تهتف بثقه ....
... طبعا مقلتليش ماانا لسه قايله لحضرتك انها مشيت من غير ماتتكلم معايا بس انا عرفتها على طول من الشبه كانت شبهها اووى بس ....!!
فهتف بنفاذ صبر ...
.. بس ايه ...!!
فهتفت بفضول ...
... بس يعنى انا شايفه مامتها محجبه وهى بشعرها عادى ...!!
فهتف باانفعال ...
... اولا انا مش فاهم منك حاجه لان سما والدتها متوفيه من زمان .... وثانى حاجه ملكيش دعوه ان كانت ........!!!!
قاطع كلامه وهو يرى علامات الصدمه والدهشه على وجهه الممرضه مرر يده على وجهه لتهدئه نفسه قليلا فيبدو انه قد انفعل عليها بالاضافه الى انها تجهل الحقيقه فهتف بااعتذار ...
..انا مقصدش ....!!!
ليتفاجئ بتحول ملامحها الى اخرى سعيده فهتفت ....
.. سما هانم ...!!!
تحركت من امامه الى فراش سما حيث سما الراكضه بهدوء وتحرك اصابعها بتعب ورموشها تتحرك استعدادا لكى تفتح عينها ستائرها ليدلف النور اليها مره اخرى
ظل واقفا
مكانه قدمه متيبسه وقلبه يزداد دقاته وتنفسه يعلو وضع يده على قلبه هل مايتخيله صحيح هل عادت محبوبته مره اخرى الى حياته الټفت اليها بحذر يخشى ان مايشعربه الان مجرد حلم جميل وسيتفيق
منه على واقعه المرير
تحركت جفونها ورموشها ارتفعت لتظهر زرقتها من خلف الستائر فتتلقى زرقه المحيط الخاصه بها مع بنيته المتملكه الخاصه به ظل للحظات وربما دقائق